رواية الحب في زمن الألم , الحب في زمن الألم محسن عبدالرحمن

رواية الحب في زمن الألم , الحب في زمن الألم محسن عبدالرحمن
رواية الحب في زمن الألم , الحب في زمن الألم محسن عبدالرحمن
رواية الحب في زمن الألم , الحب في زمن الألم محسن عبدالرحمن

[ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذه الصورة]

" الحب في زمن الألم".. التمرد علي القيم الاجتماعية البالية

سامي الحاج

صدرت الطبعة الكردية من رواية الحب في زمن الألم للكاتب محسن عبدالرحمن عام 2004 ضمن سلسلة إصدارات اتحاد الادباء الكرد في دهوك، فيما صدرت النسخة العربية هذا العام من قبل وزارة الثقافة في اقليم كردستان العراق.

تجري احداث هذه الرواية التي يمكنني أن اصفها بالرواية الخطيرة في عقد التسعينيات من القرن الماضي في الفترة التي اشتد فيها حصار الحکومة العراقية علي محافظات اقليم کردستان العراق اضافة الي الحصار الدولي الذي کان مفروضا علي العراق بشکل عام بعد حرب الکويت عام 1991.

وأصفها بالخطيرة لأنها تصدت لظاهرة الفساد الاداري والرشوة في اقليم كردستان في وقت مبكر جدا، كان الحديث فيه عن هذا الموضوع من المحضورات، وتداعيات الحصار المزدوج في عقد التسعينيات وأثره على الوضع الاجتماعي للطبقة الفقيرة إضافة الى الاقتتال الداخلي بين الحزبين الحاكمين في الاقليم.

تحکي الرواية قصة حب طاهر بين الشاب آزاد المثقف الثائر المتمرد علي التقاليد الاجتماعية البالية والمفاهيم المغلوطة التي کانت تکبل المجتمع، والقيم السيئة الجديدة التي افرزتها ظروف الحصار القاسية والغلاء الذي کان يطبق بيد من فولاذ علي اعناق الفقراء والطبقي الوسطي علي حد سواء، التي تنوه الرواية الى إضمحلالها في ظل تلك الظروف، وبين الفتاة شيرين الشاعرة التي تشاطر آزاد کل آرائه... وفي النهاية يلتقي الحبيبان رغم تشاؤم والد آزاد.

وبالموازاة مع هذا هناك قصة الحب الحرام بين الشاب المتزوج ئيسف "زوج شقيقة آزاد" وجميلة المتزوجة ايضا، ئيسف الذي لم ينل حظه من التعليم، فيقوده وضعه المادي الصعب الي الانقياد وراء رغبات صديقه القديم دشتي، تاجر الحروب، الموظف في دائرة العقارات الذي يتاجر في کل شئ وبمساعدة مديره في الدائرة يجريان معاملات غير قانونية يحصلان من ورائها علي ثروة طائلة، فيقع ئيسف ذات مرة بين ايدي مخابرات النظام في احدي سفراته المکوکية الي الموصل وبغداد، فيذهب ضحية طمع صديقه دشتي الذي يعتقل هو الآخر ومديره من قبل الجهات الامنية في محافظة دهوك بعد انکشاف امرهما.

جميلة ايضا موظفة مع دشتي في نفس الدائرة وتتعرف علي ئيسف عن طريقه، تطلب جميلة من ئيسف- بعد عدة لقاءات حميمية بينهما في بيتها- ان يهربا الي اوروبا لکن خطتهما تبوء بالفشل. وفي تطور الاحداث تحرق جميلة نفسها بعد ان تخسر کل ما کان قد ادخرته في عملها غير القانوني مع دشتي اضافة الي اموال زوجها دون علمه. طبعا ئيسف وجميلة ايضا متفقان في آرائهما وتوجهاتهما وهما يعبدان المال والجنس الي الحد الذي اوصل کليهما الي مصيره المحتوم رغم انهما کانا من ضحايا المجتمع المسربل بالعادات والتقاليد الاجتماعية البالية التي يغذيها الآغوات لبسط وتكريس سلطتهم على هذا المجتمع المطحون في رحي الحصار الاقتصادي علي العراق وحصار الحکومة العراقية علي کردستان.

هذا فيما يتعلق بالحب، اما زمن الالم فهو تلك المرحلة الاخطر في تاريخ اقليم کردستان بشکل عام التي لو قدر لها ان تستمر اکثر مما استمرت لکانت الکارثة التي لم يکن لأحد القدرة علي تحديد ابعادها وتأثيراتها ونقصد بها فترة التسعينات. افرزت تلك المرحلة "عقد التسعينيات" التي تصفها الرواية بمرحلة مخاض، طبقتين لا ثالث لهما الاولي طبقة الاغنياء الذين يتمکنون من شراء کل شئ حتي البشر، والثانية الفقراء الذين يبيعون مضطرين کل شئ حتي المقدسات.

وتعود بنا الرواية عن طريق الفلاش باك لشخوص الرواية وابطالها الي عقد الثمانينيات وحرب الاعوام الثماني مع ايران فيفرد لها الروائي اکثر من ثلاثين صفحة من الراوية فيروي لنا علي لسان حجي "الذي يرفض عرض ئيسف العمل معه، واعتبر ذلك خيانة" قصة إعتقاله يوم کان جنديا بسبب الاجازة بدعوي انها کانت مزورة، رغم ان الاجازة کانت صحيحة ولکن کما قال ضابط الاستخبارات حمدي "- أعرف... ولکن الذي يدخل الي هنا يجب ان لا يخرج قبل ان نملأ جوفه وقلبه بالرعب کي لا يفکر مرة اخري، حتي في منامه، بالتمرد! وشياطين سليمان هؤلاء ولدوا ليکونوا عبيدا لنا، إسحبوه للداخل".
رواية الحب في زمن الالم هي:

- قصة منطقة بکاملها "کردستان العراق" مجسدة في مدينة دهوك خلال مرحلة بالغة القسوة والخطورة.
- قصة الرفض والتمرد علي القيم الاجتماعية البالية وتسلط الاغوات علي رقاب البسطاء الذين كانوا ينقادون کالخرفان للشيوخ والملالي .
- قصة الحب الطاهر الذي يربط بين آزاد وشيرين المتمردان علي کل ما هو سلبي وخاطئ وبالي.

- قصة الانحلال الخلقي مجسدة في علاقة الحب المحرم بين ئيسف وجميلة.
- قصة الفساد الاداري في كردستان من خلال ما يجري في احدي المؤسسات الحکومية.

يذكر أن محسن عبدالرحمن من مواليد 1963 دهوك وهو عضو نقابة الصحافيين وعضو اتحاد الادباء الکرد في دهوك. من نتاجه المنشور: "عشق الشمس"، مجموعة نثرية 2004 و"تباهت الالوان"، قصص قصيرة برلين 2004 و"الحب في زمن الالم" ، رواية 2004 و"الموت في سرايا السلطان"، قصص قصيرة 2006 و"تطعيم الذنوب"، قصص قصيرة 2007 و"المزولة... ترنيمات انشودة زرادشتية"، رواية 2009.