من هو جمال حمدان و السيرة الذاتية جمال حمدان , صور جمال حمدان , ويكيبيديا جمال حمدان
من هو جمال حمدان و السيرة الذاتية جمال حمدان , صور جمال حمدان , ويكيبيديا جمال حمدان
من هو جمال حمدان و السيرة الذاتية جمال حمدان , صور جمال حمدان , ويكيبيديا جمال حمدان
[ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذه الصورة]لم يكن الدكتور "جمال حمدان" مجرَّد أستاذٍ للجغرافيا في جامعة القاهرة،
بل كان مفكِّرًا وعالِمًا أفنى عمره كلَّه باحثًا عن ينابيع العبقرية في الشخصية المصرية والعربية
محلِّلاً للزمان والمكان والتاريخ الذي أدى إلى حفاظ تلك الشخصية على مقوماتها.
ولم يكن "حمدان" بعيدًا عن قضية العرب والمسلمين الأولى ، وهي قضية فلسطين،
التي اغتصبها الصهانية، بل قام بعدد من الدراسات عن اليهود،
مفنِّدا أساطيرَهم المزعومة عن حقهم التاريخي في أرض فلسطين.
:
وُلد المفكر الكبير "جمال حمدان" في محافظة القليوبية عام 1928م في أسرة تنتهي إلى
قبيلة (بني حمدان) العربية التي جاءت إلى مصر مع الفتح الإسلامي، وكان والده مدرسًا للغة العربية
في مدرسة (شبرا)، وتعهد الأب لابنه بالرعاية واهتم بتعليمه؛
حيث أرسله إلى الكتاب ليتعلَّم القرآن الكريم، وحصل "حمدان" على التوجيهية عام 1944م،
وكان ترتيبه السادس على القطر المصري، ثم التحق بكلية الآداب- قسم الجغرافيا، وتخرَّج
منها عام 1948م ثم عُيِّن معيدًا بها، ثم سافر إلى بريطانيا في بعثةٍ حصلَ خلالها على
الدكتوراه عام 1953م، وكان موضوعها: (سكان الدلتا قديمًا وحديثًا)؛ مما يؤكد أنه لم ينسَ
وطنه إطلاقًا حتى لو ابتعد عنه بجسده.
وبعد عودته من البعثة عمل مدرسًا بجامعة القاهرة، ولفتت دراساته الأنظار، خاصةً كتاباه
(دراسات عن العالم العربي) و(جغرافيا المدن)،
وحصل على جائزة الدولة التشجيعية عام 1959م وعمره لم يتجاوز31 سنة،
إلا أن الحادث الأهم في حياة الدكتور "جمال حمدان"- والذي دفعه إلى الانعزال عن المجتمع
في شقته ب(الدقي)، التي تتكون من غرفة واحدة حتى مات فيها محروقًا- حين تقدم لنَيل درجة
أستاذ مساعد، وأقرت اللجنة العلمية هذا الترشيح مع أستاذ جامعي آخر؛ حيث كانت هناك
درجتان تقدَّم لهما أربعة من العاملين بالتدريس بالجامعة،
ورأى "حمدان" أن مساواته بزميله إهانة له ولإنتاجه، وأنه كان يجب أن تقوم اللجنة
بوضع ترتيب بين المرشحين يوضِّح أهمية أبحاث ودراسات كل منهما.
فتقدم باستقالته التي لم تقبلها الجامعة إلا بعد عامين كان خلالهما مسئولو قسم الجغرافيا
يحاولون إثناء "حمدان" عن قراره دون جدوى، ومنذ ذلك الحين فرض "حمدان" على نفسه
عزلةً اختياريةً عن الناس؛ حيث لم يكن يستقبل أحدًا في منزله، وتفرَّغ لدراساته وأبحاثه،
حتى جاء يوم 16 إبريل 1993م حين احترق داخل شقته، ويشير البعض إلى أن السبب هو
تسرُّب الغاز من أنبوبة البوتاجاز خلال إعداده للطعام، لكنَّ دراسات وأبحاث "حمدان" التي
كانت تفضح الصهانية، وعدم توصل التحقيقات إلى نتيجةٍ محددةٍ في أسباب موت "حمدان"
كل هذا يشير إلى الأصابع الخفية التي كانت حريصةً على اختفاء "حمدان" عن الساحة،
ووقف قلمه عن التأكيد على الحق الثابت للعرب في فلسطين.
لم يكن العلامة جمال حمدان مجرد سطر واحد في الحياة، فقد أثر فيها تأثيرا إيجابيا بما يعود
بالخير علي هذه الأمة وبما يؤصل للمهمة التي عاش من أجلها، فحيا بلغز كبير وراء
تحليلاته المتميزة في علم الاجتماع التي ذكرنا بها بعبقرية العربي "ابن خلدون"، ومات بلغز
آخر، وعندما كتب عددا من الإصدارات التي تتحدث عن اليهود واليهودية مات مخنوقا في
بيته دون أن يعرف سبب لهذه الوفاة .
:
مات جمال حمدان في مثل هذا الشهر منذ 17 عاما مؤثرا في الشخصية الإسلامية
مخلفا وراءه عددا من الإبداعات أهمها اليهود أنثروبولوجيا ،و العالم الإسلامي المعاصر
وأستراتيجية الاستعمار والتحرير وجغرافية المدن
وأهم هذه الكتب :
شخصية مصر، بخلاف عشرات الكتب والأبحاث الأخرى، منها ما كان مخطوطا
و منها ما ظهر للنور واستفادت منه البشرية.
مقتطفات من حياته :
يحكي شقيقه الدكتور عبد الحميد صالح*، كنت أزوره في مكتبه بقسم الجغرافيا
فقال لي: إنهم وزعوا عليه وعلى زملائه في الجامعة استبيانة فيها سؤال عن الوظيفة
التي يرغب في شغلها، والتي يستطيع من خلالها خدمة وطنه؟.
فكانت إجابته على هذا السؤال هو: وزير الشؤون البلدية والقروية،
ولما أعربت له عن دهشتي لاختيار هذه الوزارة، وبأن يكون "وزيرا ً مرة واحدة"
قال:ياعزيزي، إن من يتولى هذه الوزارة يملك في يده نهضة مصر أو تخلفها، وعدد لي
مزايا وفوائد هذه الوزارة ومهامها، وأن الشؤون البلدية هي البنية الأساسية
التي بدونها لا تستقيم حياة الناس في المدن، وأن الشؤون القروية
هي العمود الفقري الذي بدونه ينقصم ظهر مصر،
وكان والحق يقال، متحمسا لخدمة مصر في المكان المناسب الذي يستطيع من خلاله
أن يحقق لها الرفعة والتقدم.
العجيب في شخصية جمال حمدان أنه لم يقو علي العمل في الجامعة؛ نظرا للروتين الذي
قابله من ناحية، ومحاربته من ناحية أخرى، فقد رفض رؤساؤه أن يدرس مادة جغرافية المدن
والتي أبدع في الكتابة عنها، وترك له تدريس مادة الخرائط، التي كان يدرسها المعيدون في
بداية تعييناتهم.
قدم جمال حمدان استقالته من الجامعة بعد هذه المهاترات التي قابلته، فضلا عن محاولة
تفرغه لما أبدع فيه بالفعل، والتي رفضتها الجامعة ثم قبلتها بعد سنتين من تقديمها.
يقول شقيقه:
كان د. جمال يرى أن الأمر لا يحتمل إلا الجد، وأن مصر تمر بأدق مراحل تاريخها، وأنه لابد
من التضحية في سبيل تقدمها ونهضتها، وإلا ساد انحلال عام في المعايير والمستويات
الحضارية وهو ما يتهددها في الوقت الحاضر، لاسيما بعد أن غرسوا لها في ظهرها دولة إسرائيل"
كان لا يسمح لأحد بأن يقتحم عليه عزلته دون موعد سابق، فإذا أراد أخوه أن يراه
يترك له بطاقة بموعد حضوره أو طرق الباب بطريقة معينة
"عبارة عن ثلاث طرقات متقطعة"
فإذا فتح الباب وكان مشغولا في عمل أو يقوم بتمريناته الرياضية أجلسني في هدوء
في غرفة استقباله المتواضعة حتى ينتهي من عمله أو تمريناته.
وكان له طباخ يصنع له طعامه ويتولى تنظيف المنزل وشراء الحوائج من السوق
وكان هذا الطباخ، بالإضافة إلى الصحف والمذياع هو همزة الوصل
بين جمال والعالم الخارجي".
كانت نكسة يونية 1967م هي التي فجرت شرارة ملحمته الكبرى "شخصية مصر" فقد
صدمته الهزيمة وهزت كيانه، وكان قد تنبأ بوقوع هذه الجريمة في مقال له صدر
بعنوان "هل تملك إسرائيل سلاحا ذريا؟"
وذلك في سنة 1965م ولم يكن ممن يستسلمون للإحباط أو فقدان الثقة، بل عكف
رغم جراحه على إنجاز شخصية مصر،
وحاول في هذا الكتاب الضخم أن يعرف المواطن العادي والمثقف بجوهر وطنه ويدله على
شخصيتها المصرية والعربية، ويحدد له معدنها القومي الأصيل ودورها الإنساني والحضاري".
عدو الصهيونية
"كان أخي عدوا لدودا للصهيونية والاستعمار الأجنبي، كما يقول شقيقه، أيا كان وجه هذا
الاستعمار، وكان دائما يحذر من النفوذ الأجنبي أيا كان لونه ودينه، وكان يحذر من
الصهيونية والتمزق العربي وضعف العالم الإسلامي وفقدان العدل الاجتماعي
والطغيان السياسي، وكان يعتبر ذلك كله ألد أعداء مصر .
وقد تناثرت أفكاره و وجهات نظره حول هذه الأمور في معظم كتاباته ..
وكانت قضية فلسطين هي قضيته الأولى وشغله الشاغل، وصرح بأن الكارثة التي تعرضت
لها فلسطين على يد الصهيونية هي سابقة ليس لها مثيل قط في تاريخ العالم الحديث
ولا العالم الإسلامي ولا العالم الثالث.
وكان يرى أن الخطر الصهيوني لا يستهدف الأرض المقدسة في فلسطين فحسب، وأن
تهديدها لا يقتصر على العالم العربي وحده، وإنما يمتد إلى العالم الإسلامي كله، وكان يندد
بهذا وبما يحاك لنا في الخفاء والعلن .. ويقول :
إن الصهيونيات اليوم هي أكبر خطر يواجه العالم العربي وأن تحرير فلسطين هو وحدة
العالم الإسلامي السياسية، وأن وحدة العالم الإسلامي إنما هي فلسطين" .
في لحظات وداعة .. يحكي شقيقه :
ظل أخي جمال ممسكا بقلمه حتى آخر لحظة في حياته، ولم يضعه إلا لدقائق
معدودات، ذهب فيها إلى مطبخه المتواضع ليعد لنفسه قدحا من الشاي،
ولم يكن يعلم أن يد المنون كانت معه على موعد عندما انفجرت أنبوبة البوتاجاز في وجهه
وأمسكت النيران بتلابيبه، وحاول وحده إطفاء هذه النيران التي تكاثرت عليه
فكانت الصدمة العصبية أشد من أن تحتمل .
واقتربت النهاية وحان الأجل فودع الدنيا ودفن يوم الأحد
25/10/1413ه = 17 إبريل سنة 1993م بمقبرة العائلة بالبساتين،
وهى المقبرة التي بنتها العائلة بعد رجوعها من المملكة العربية السعودية *