تحميل كتاب الأسباب الثلاثة للتعاسة في العمل قصة للرؤساء والمرؤوسين
تحميل كتاب الأسباب الثلاثة للتعاسة في العمل قصة للرؤساء والمرؤوسين
تحميل كتاب الأسباب الثلاثة للتعاسة في العمل قصة للرؤساء والمرؤوسين
اسم الكتاب:الأسباب الثلاثة للتعاسة في العمل قصة للرؤساء والمرؤوسين
تأليف: باتريك لينسيوني
تاريخ النشر: 01/01/2009
ترجمة، تحقيق: ايمان فتحي سرور -سامح رفعت مهران
عدد الصفحات: 288 صفحة
اللغة: عربي
نبذة المؤلف:
لطلما أبهرني العمل, مع أنني لابد ان أعترف أن هذا الانبهار كان في بعض الأحيان هوسا مرضيا نوعا ما. أتذكر عندما كنت غلاما أنني بهت وانزعجت عندما عرفت أن البالغين مثل أبي يعملون في وظائفهم يوميا ثماني ساعات وأكثر. كان هذا وقتا أطول مما أقضيه يوميا في المدرسة, وهو ما كنت أتحمله بالكاد!
وعندما علمت أن كثيرا من هؤلاء البالغين لايحبون وظائفهم, كان اندهاشي أعظم, فلم أدرك لماذا يقضي الناس الكثير من الوقت بعيدا عن عائلاتهم وأصدقائهم دون أن يكونوا سعداء بما يقومون به. أعتقد أنني خشيت أن أصبح في نفس الموقف يوما ما.
لقد بدأ انبهاري بالوظائف عندما انضممت أنا أيضا إلى القوى العاملة في سن الثالثة عشرة, وكنت أعمل في رفع الأطباق الفارغة في أحد المطاعم الكبيرة في فترة الصيف, مع النادلات ومن يغسلون الأطباق والطباخين والسقاة, الذين كان معظمهم يحترف هذا العمل. وبعد ذلك وخلال الجامعة كنت أقضي فترة الصيف في العمل كصراف في أحد البنوك, مرة أخرى مع من يعملون دواما كاملا. وفي كلتا الوظيفتين, كنت أتساءل دائما عما إذا كان زملائي في العمل يستمتعو بوظائفهم أم لا, وبمرور الوقت توصلت إلي استنتاج لا مفر منه, وهو أن الكثير منهم لايستمتعون بعملهم بها, الأمر الذي ظل يؤرقني.
وصل انبهاري بالعمل إلى مستوى جديد تماما عندما تخرجت في الكلية وتسلمت أول وظيفة لدوام كامل كمستشار إداري, وحينها عرفت- وخبرت بنفسي- ما يعرف باكتئاب العودة إلى العمل بعد يوم الأحد.
واكتئاب يوم الأحد هو مشاعر الخوف والإحباط الرهيبة, التي يصاب بها معظم الناس قرب نهاية العطلة الأسبوعية, حيث يخشون فكرة العودة إلى العمل في اليوم التالي. يجب أن أعترف أن أوقاتا مرت علي في بداية حياتي المهنية سيطرت علي فيها هذه الهموم مبكرا جدا منذ مساء السبت.
وهنا قررت أن اكتئاب العودة إلى العمل بعد يوم الأحد ليس له معنى. وكما ترى, حتى ذلك الوقت كنت أتبنى نظرية تقول إن سبيل التخلص من عدم الرضا بالعمل هو العثور على الوظيفة المناسبة, فالوظيفة السيئة تتضمن القيام بأعمال مهينة ومملة مقابل رواتب قليلة في بيئة عمل كريهة, ولهذا قررت أن مفتاح الرضا الوظيفي يكمن في العثور على وظيفة ممتعة راتبها جيد ويكون العمل داخل المكتب فقط, ولكن حتى بعد أن حققت كل هذه المعايير, مازلت أشعر بالتعاسة.
كانت نظريتى عن الرضا الوظيفي تنهار بسرعة وتحطمت النظرية تماما عندما لقيت أناسا يعملون في وظائف أقل جاذبية في الظاهر, ولكن يبدو أنهم يشعرون بالرضا في وظائفهم- مثل البستاني والنادلات وعمال خدمة الغرف في الفنادق. ومن هنا اتضح لي وجود شئ أكبر مما كنت أتصور بخصوص الرضا الوظيفي, وأردت أن أعرف ماهيته حتى أستطيع أن أضع حدا لمأساة التعاسة الوظيفية, لنفسي وللآخرين أيضا.
والعلاج الذي أقترحه هنا سيبدو للوهلة الأولى واضحا وبسيطا إلى درجة التفاهة, إنني أدرك ذلك, ويجب أن أعترف أنني قلق من جراء هذا الأمر إلى حد ما, ولكن عندما أتأمل عدد المديرين الذين يفشلون في وضع هذه الأفكار قيد التنفيذ, وعدد الناس الذين لا تنتهي معاناتهم في مهن تصيبهم بالتعاسة كنتيجة لذلك, أستنتج أنه ربما تكون البساطة والوضوح هما ما نحتاج إليه في الوقت الحالي, والواقع أنني مقتنع تماما بهذا الأمر.
وكما كتب المؤلف صامويل جونسون في القرن الثامن عشر ذات مرة: "يحتاج الناس للتذكر أكثر من احتياجهم للتوجيه" كما أتمنى أن يكون هذا الكتاب الصغير بمثابة تذكرة بسيطة وقوية, تذكرة تساعدك لتجعل وظيفة أحد الأشخاص- وربما وظيفتك أنت شخصيا- مجزية وأكثر إرضاء.