كتاب خذ الكتاب بقوة , خذ الكتاب بقوة

كتاب خذ الكتاب بقوة , خذ الكتاب بقوة
كتاب خذ الكتاب بقوة , خذ الكتاب بقوة
كتاب خذ الكتاب بقوة , خذ الكتاب بقوة

في أول السطر، وعند مفتتح الأبجدية نقف في فضاء النور، نور “اقرأ” وتجليات “خذ الكتاب بقوة” لنسجل هذه الحقيقة الهامة: صار لدينا في الإمارات موسمان لمعرض الكتاب، هذا إنجاز حضاري مضاف إلى سجل الإمارات، بحساب جداول المعارض ومنصات العارضين، صار لدينا معرضا كتاب في العام الواحد، أمر يدعو للتباهي والتقدير، ولا تستبعدوا يا شعب القراءة أن يكون هناك معرض ثالث في مدينة تتهيأ للحظة كتابها هي الأخرى، ربما تكون الفجيرة أو دبي أو... كل الطرق تقود إلى... الكتاب، وكل الكتب تحظى بقدسيتها هنا.
هنا مشروع كلمة، أحد أكثر المشاريع الثقافية حضوراً واحتراماً ومصداقية، ذراع الترجمة الكبرى القوية لهيئة أبوظبي للثقافة والسياحة، وعلى مستوى العالم، بلا مجاملة ولا مزايدة، الأمر يدعو للأمل والتأمل في كل المحيط، فهل هناك ما يشبه “كلمة”؟، إن نظرة فاحصة وحريصة على ما تحويه رفوف منصة العرض تدل على حجم المشروع وأثره حضارياً وفي مسيرة المعرفة الإنسانية، إنه الامتداد الحقيقي لمشروع المأمون ومكتبة دار الحكمة في بغداد، وأن يكون هذا المشروع عندنا هنا في الإمارات ونحن أصحابه لأمر يجعل كل إماراتي يشعر بالفخر وأكثر.
وهنا جائزة الشيخ زايد للكتاب، واحدة من الجوائز المدروسة بدقة والتي أضيفت لسجل الجوائز العريقة على مستوى العالم، مادياً فإن قيمة الجائزة هي الأكبر بين الجوائز المعنية بأمر الأدب والنشر والكتب، ومعنوياً فإن الجائزة أضافت للحياة الثقافية في الإمارات إنجازاً آخر، إضافة للجان التحكيم عالية الكفاءة التي تخدمها وتعمل على الارتقاء بها، والأخذ بكل الملاحظات التي يبديها التواقون للكمال والأفضل.
وهنا وهناك مشاريع ومؤسسات وإصدارات وكتب وكتاب وشباب وفنانون تشكيليون كلهم إماراتيون، بعضهم يحمل هاجس الثقافة منذ سنين وبعضهم من المبدعين الذين كشفت الظروف والإعلام الجديد عن مواهب مبشرة يمتلكونها، لقد تحول وجود هؤلاء إلى طقس يومي وعلامة مميزة في المعرض الأخير مقارنة بندرة واختفاء المبدعين الإماراتيين في السنوات السابقة لأسباب مختلفة، يتحمل المبدع أحيانا بعض أعبائها، إلا أن مجتمع الإمارات اليوم يعيش لحظته الثقافية وسط أجواء مبشرة بالأسماء الواعدة والتجارب الجديدة القوية، والدعم الرسمي والشعبي والشبابي محمولاً على رافعة من مقومات الانتشار والتي أهمها وسائل الاتصال الحديثة ومواقع التواصل الاجتماعي.
يحتاج القائمون على أمر المعرض لأن يضيفوا بعض الفعاليات التي ستتكرس مع الأيام وستتحول إلى واحدة من أعمال المعرض كملتقيات المبدعين والمقاهي والصالونات الأدبية المؤقتة خلال المعرض، وقد يعطى أمر رعايتها ومسؤولية تنظيمها لجهات ثقافية أو مؤسسات نشر محلية على سبيل التشجيع، وتكامل الأدوار مع التأكيد على إبراز الوجه والتجربة الإماراتية دائما لتثبيت الحالة الثقافية بشكل مدروس وممنهج.
تزايد أصحاب التجارب المخضرمون من القاصين والفنانين والروائيين والصحفيين وأهل الشأن الثقافي أمر مهم لترويج التظاهرة الثقافية وللاحتفاء بها، بالكتابة عنها وتبادل الحوار والنقاش حولها تحت مظلة المعرض مع اجتهاد الإعلام في تكثيف التغطية والنقل الحي تماماً كما في مباريات كرة القدم، وما المانع من وجود قناة ثقافية واحدة في موازاة عشرات القنوات الرياضية؟ الحياة ليست خبزاً فقط، وليست رياضة فقط، إنها ثقافة أولاً وثقافة أخيراً، فحتى ثيابنا ثقافة ومطعمنا ومسكننا وليس كتابنا فقط، مع أنه أجمل ما في الثقافة.