تضاربت الراويات حول الطريقة التي اتبعتها اسرائيل لاستهداف القيادي الكبير في كتائب «القسام» ــ الجناح العسكري لحماس ــ عبد اللطيف الأشقر في بورسودان، حيث أكد موقع تيك ديبكا الاستخباري الاسرائيلي أن قوة اسرائيلية خاصة كانت متمركزة في البحر الأحمر، قصفت سيارة القيادي في حماس هو وسائقه السوداني قرب مطار بورسودان. وحسب مصادر الموقع، فقد أطلقت القوة صاروخ أرض أرض نحو سيارته من نوع «هيونداي سوناتا»، ولم يطلق صاروخ من طائرة استطلاع كما قيل في السابق.
ووصفت المصادر الاسرائيلية الاشقر بأنه خليفة محمود المبحوح، القيادي الكبير في حماس، الذي اغتاله الموساد الاسرائيلي في دبي العام الماضي.
ومن جهته، أعلن مسؤول في حماس نجاة قيادي في الذراع المسلحة للحركة من الغارة، التي استهدفت سيارة في السودان، وتسببت في مقتل شخصين. وقال إسماعيل الأشقر: إن ابن شقيقه القيادي البارز في كتائب القسام عبد اللطيف الأشقر كان هو المستهدف من الغارة، التي يعتقد أن طائرات إسرائيلية نفذتها واستهدفت سيارة مدنية بجوار مطار مدينة بورسودان، شرق السودان، مساء الثلاثاء الماضي.
واكد الأشقر ان ابن شقيقه كان المستهدف الرئيس من الغارة الإسرائيلية في السودان، «لكنَّ الله نجاه». وأشار إلى أن ابن شقيقه تعرض لعدة محاولات اغتيال، وأن «الاحتلال يطارده منذ سنوات طويلة»، واصفا إياه بـ«القيادي العسكري الكبير في حركة حماس».
وكانت وسائل إعلام، ذكرت في وقت سابق أن عبد اللطيف الأشقر، تتهمه إسرائيل بالمسؤولية عن تهريب الأسلحة لحماس في غزة، وأنه خلف القيادي محمود المبحوح.
ويشار إلى أن طائرة قصفت مساء الثلاثاء سيارة مدنية على طريق مطار بورسودان، ولم تعلن إسرائيل مسؤوليتها عن القصف، لكن وزير الخارجية السوداني علي كرتي اتهمها بتنفيذ الهجوم.
قراءة في الغارة
وتضاربت التحليلات الخاصة بالغارة حول دوافع وأسباب وطبيعة العملية. وكشف سكوت ستيوارت، نائب رئيس معهد الاستخبارات التكتيكية الأميركي، أن الطريقة التي نفذت بها الغارة على سيارة في بورسودان تدل على القدرة العالية من الناحية التقنية لمنفذ العملية.
ورأى في تقرير أعده معهد ستراتفور للمعلومات الاستخباراتية، أن العملية التي استهدفت في الـ 5 من الشهر الجاري سيارة بعد مغادرتها مطار بورسودان، تمت بناء على عملية استخباراتية محكمة الإتقان بواسطة سلاح متطور هدف لقتل من كان بالسيارة من دون إيقاع أضرار جانبية.
العملية
وأضاف ستيوارت أنه، ومن خلال الصور التي عرضت للعملية، يتضح بشكل لا يقبل الشك أن السيارة استهدفت بصاروخ موجه، لافتا إلى أن اتهام السلطات السودانية الرسمية إسرائيل بالوقوف وراء العملية يدل على أن تلك السلطات تعرف تماما هوية من كانوا بالسيارة.
من ناحيته، ذهب الخبير الأميركي إلى التوافق مع السلطات السودانية في اتهام إسرائيل لعدة أسباب، أولها أن هذا النوع من الأسلحة لا تمتلكه سوى الولايات المتحدة وإسرائيل، فضلا عن أن الأخيرة سبق ان نفذت عمليات من هذا النوع بالسودان.
موضحا في الوقت ذاته أن عملية بورسودان، وعلى الأرجح تمت بواسطة طائرة واحدة أو طائرة استطلاع من دون طيار. بيد أنه لم يستبعد أن يكون للقوات الأميركية الموجودة في جيبوتي علاقة بالعملية، في حال اتضح أن المستهدف بالعملية أشخاص من تنظيم القاعدة، على حد قوله.