شنت القوات العراقية صباح الجمعة 8-4-2011 هجوماً على معسكر تابع لمنظمة مجاهدي خلق الإيرانية المعارضة في شمال مدينة بعقوبة العراقية والسيطرة على قسم منه.
وأفادت تقارير أولية عن سقوط 9 قتلى، إلا أن مصادر المعارضة الإيرانية أعلنت لاحقاً عن سقوط 28 قتيلاً ومئات الجرحى.
وكانت مريم رجوي رئيس "مجلس المقاومة الوطنية" التابعة لمجاهدي خلق قد بعثت برسالة إلى وزيرة الخارجية الأمريكية هيلاري كلينتون، وطالبتها بالتحرك الفوري للحؤول دون وقوع "كارثة" إنسانية في معسكر أشرف على يد القوات العراقية.
وقال أحد نزلاء معسكر أشرف في اتصال مع "العربية.نت"، رفض الكشف عن هويته لأسباب أمنية، إن الهجوم العراقي يأتي بالتنسيق مع طهران، لا سيما وأنه جاء مباشرة بعد كشف مجاهدي خلق عن موقع ذري إيراني جديد بالقرب من العاصمة الإيرانية مساء أمس الخميس.
أما المتحدث باسم الحكومة العراقية علي الدباغ فقد اتهم في حديث لـ"العربية" عناصر مجاهدي خلق الذين يسكنون المعسكر بشن الهجوم على القوات العراقية.
وقال لا يوجد أي اقتحام لمعسكرهم، بل هناك أرض فارغة ملاصقة للمعسكر كانت تستخدم من قبل القوات الأمريكية وبعدما تركتها احتلها عناصر من مجاهدي خلق، وعندما جاء المزارعون لزراعة أرضهم منعوهم من ذلك فتدخلت القوات العراقية.
وأضاف أن 100 شخص خرجوا من المعسكر وضربوا قوات الأمن بالحجارة، وأقدموا على حرق الإطارات وجرح أربعة جنود عراقيين إثر ذلك، وهم الآن في المستشفى.
ونفي أن تكون القوات العراقية قد هاجمت المعسكر، مضيفاً لا نريد مشاكل معهم ولا توجد أي نية مبيتة ضدهم، مؤكداً على أن تواجدهم على الأراضي العراقية غير شرعي، وطالبهم باحترام قانون العراق، ووصفهم بالإرهابيين.
وعبر وزير الدفاع الأمريكي روبرت غيتس عن "القلق الشديد" حيال التقارير عن سقوط قتلى وجرحى في معسكر أشرف، داعياً السلطات العراقية إلى "ضبط النفس".
وقال غيتس خلال تفقده الجنود المتمركزين في قاعدة ماريز قرب الموصل "كنت أراقب الأوضاع في معسكر أشرف، نحن قلقون جداً حيال تقارير أفادت عن وقوع قتلى وجرحى نتيجة مواجهات الصباح بين قوات الأمن العراقية ومجاهدي خلق".
وأضاف "أحض الحكومة العراقية على ضبط النفس، ومعاملة سكان أشرف وفقاً للقوانين العراقية والالتزامات الدولية".
وبدوره دعا رضا بهلوي، نجل الشاه الراحل محمد رضا بهلوي، ورغم خلافه مع مجاهدي خلق، دعا إلى الدفاع الإنساني عن سكان معسكر أشرف.
يذكر أن سكان معسكر أشرف تم نزع أسلحتهم بعد احتلال العراق بواسطة القوات الأمريكية، وتمنحهم المؤسسات الإنسانية الدولية صفة لاجئين.
وقال المصدر التابع لمجاهدي خلق إن القوات العراقية استخدمت في هذا الهجوم المدفعي لضرب المعسكر الذي لا توجد فيه أي أسلحة، حسب تعبيره.
يذكر أن منظمة مجاهدي خلق التي تأسست عام 1963 على أساس قراءة جديدة للإسلام الثوري شاركت بقوة في إسقاط نظام الشاه، ولكن اختلفت مع المؤسسة الدينية وكبار رجال الدين الذين استلموا الحكم في إيران.
وفي عام 1983 بلغت الخلافات مرحلة الصدام المسلح في شوارع طهران، وبعد ذلك انتقلت المنظمة إلى أوربا ومنها إلى العراق، الذي كان يخوض الحرب مع إيران.