توفير الملاعب قبل الزيادة في حصص التربية الرياضية يحقق الطموحات

ما جاء على لسان وزير التربية والتعليم د. ابراهيم بدران في تصريحات صحفية سابقة له بشأن زيادة عدد حصص مادة التربية الرياضية في المدارس يشكل اضافة جديدة للجهود الرامية لتطوير الرياضة المدرسية بشكل خاص والرياضة الاردنية بشكل عام.
لكن باعتقادنا ان الاهم من ذلك كله المضي في ايجاد البنية التحتية للرياضة المدرسية كي تستيطع ان تقوم بالدور المنتظر منها ، فما جدوى زيادة الحصص في البرنامج الاسبوعي المدرسي للتربية الرياضية اذا كانت المدارس تفتقر الى وجود البنية التحتية الرياضية واذا كان البناء المدرسي قد زحف على ما تبقى من ملاعب فباتت الملاعب الموجودة في السواد الاعظم من المدارس لا تستوعب نشاط الطلاب لصف مدرسي واحد!.
كانت حصص التربية الرياضية في المدارس حتى العام الدراسي 75/76 ثلاث حصص للمرحلة الابتدائية وهي التسمية المتداولة وقتها وحصتين للمرحلة الاعدادية وبعد آن اصبحت المرحلة المدرسية تشتمل على قسمين اثنين ، ثانوية واخرى اساسية ، اصبحت مادة التربية الرياضية حصة واحدة في المرحلة الاساسية ثم اعيد النظر فيها فزادت الى حصتين لغاية الصف الدراسي السابع.
زيادة حصص التربية الرياضية في المدارس ليست المشكلة الرئيسية ولا هي التحدي الاكبر الذي تواجهه الرياضة المدرسية في الوقت الراهن، فالمشكلة يعرف كنهها كل من له علاقة بالرياضة المدرسية انها في الزحف العمراني على الملاعب التي تنفذ عليها الحصص والتي تشكل مسرحا للانشطة ومتنفساً للطلبة لتعلم مهارات الالعاب الرياضية المختلفة وتطبيقها من خلال اداء جماعي يتيح لهم تنفيذ ما تعلمونه ويشكل في النهاية تغذية راجعة للمعلم عن مستوى اداء الطلاب ومؤشرا لمدى التقدم الحاصل في العملية التعليمية.
لا يمكن ان يكون لأي خطوة في اتجاه الرياضة المدرسية جدواها ان لم تبدأ من المباشرة بتوفير الملاعب في مختلف الالعاب الرياضية ، فدورها مفصلي في عملية التطور المنشود وهذا لا يختلف عليه اثنان وهو دستور عمل الامم المتقدمة في التربية الرياضية التي اصبحت احد العلوم التي تجلب الفخر والاعتزاز للشعوب.
في السياق في سني عقد الثمانينات الماضي كانت مادة كرة القدم تدرس في مدارس ايطاليا التي حصلت على بطولة كأس العالم لكرة القدم عدة مرات وكان على الطالب ان يدرس المادة وينجح فيها والا فانها ستقف حائلاً دون انتقاله الى الصف الاعلى اذا اخفق في الحصول على علامة النجاح المطلوبة في المادة.
نسأل وزارة التربية والتعليم اذا كانت علامة التربية الرياضية في بعض الصفوف الدراسية عندنا لا تدخل في المعدل السنوي للطالب فما قيمتها وهل سيكون لذلك انعكاس ايجابي على مستوى اقبال الطلاب وتفاعلهم ودرجة اتقانهم للمهارات الاساسية للالعاب خلال حصص التربية الرياضية؟.
ونعود لنسأل ايضا: اين الملاعب التي يمكن ان تستوعب الصفوف التي تقترب اعداد الطلاب في بعضها من الخمسين ليتعلموا المهارات ويطبقوها ونقصد هنا الملاعب الرياضية وليس الساحة المدرسية التي يصطف فيها الطلبة صباحا لتنظيم عملية دخولهم الى صفوفهم مع بداية الدوام في اليوم المدرسي فاعداد كثيرة من المدارس لا يوجد فيها مرمى لكرة القدم ولا لكرة اليد ومعظمها لا يوجد عندها قاعات لممارسة الرياضة في فصل الشتاء وفي الايام الباردة جدا والحارة جدا وفي الايام « المغبرة «!!.
في الاثناء اليس من المنطق ان يكون لوزاة التربية والتعليم مدينة رياضية ومجمع رياضي يشتمل على ملعب لكرة القدم واستاد خاص به وقاعة كبيرة تتسع لحضور الجماهير في النشاطات السنوية المهمة التي تقيمها الوزارة.
نرى ان الرياضية المدرسية هي رمانة الميزان في الرياضة الاردنية ويفترض ان تكون كذلك في كل الاوقات، فالمدارس ينظر اليها باعتبارها مصانع لتفريخ اللاعبين والكشف عن الموهوبين منهم لتستقطبهم الاندية وتوفر الرعاية الحانية لهم ليشتد عودهم وبالتالي يكونوا ابطالاً في مستقبل الايام يرفعون راية الوطن خفاقة في البطولات العربية والاسيوية والدولية التي تشارك فيها المنتخبات الوطنية.
كما نرى ان مستوى الاهتمام بالرياضة المدرسية تراجع كثيرا، فبعد ان كانت الاندية حتى سنوات قليلة خلت ترصد البطولات المدرسية لكافة الالعاب الرياضية وترسل « كشافيها « اليها من اجل استقطاب من هم « مشاريع ابطال « من اللاعبين وبعد ان كانت المدارس وخاصة الثانوية ومنها كلية الحسين والشاملة ومدارس اخرى في عمان تضم نجوما يشار اليهم بالبنان في الاندية والمنتخبات الوطنية انقلبت الامور رأساً على عقب واصبحت المدارس هي من يعتمد على الاندية واصبح سعيها يتجه نحو إحتضان لاعبي فرق الناشئين في الاندية لتدخل بهم الاجواء التنافسية المدرسية.
وبات الدوري المدرسي في الوقت الحاضر غير لافت فبعد ان كنا في السابق نشاهد بطولة المديريات بكافة الالعاب اصبحنا نشاهد كافة المسابقات عبر الدورة المدرسية واصبحنا نشاهد فارقا مذهلا جدا في النتائج الفنية لبعض مباريات الفرق المتبارية !!.
في السياق نؤكد على اهمية الرياضة المدرسية ودورها المحوري في بناء الرياضة الاردنية والارتقاء بمستواها الفني الى حيث طموحات الاسرة الاردنية الرياضية قاطبة ، فالاهتمام بالنشء والتخطيط السليم له يؤدي حتما الى النقلة النوعية التي نطمح بالوصول اليها .
ومع تأكيدنا على ان كل الجهود التي تقوم بها وزارة التربية والتعليم هي موضع تقدير يبقى الطموح كبيرا وواسعا بان تخطو الرياضة المدرسية خطوات اوسع وان يكون لها دور اكبر بالتأثير الايجابي في الرياضة الاردنية ويقيناً اننا سنلمس ذلك اذا وفرت الوزارة المنشآت الرياضية التي لا غنى عنها والتي تشكل البنية التحتية للرياضة المدرسية ووضعتها في اولويات تعاملها مع الرياضة المدرسية ، فبعد هذه الخطوة سيكون لزيادة حصص التربية الرياضية جدواها في البرنامج الاسبوعي للحصص ودون ان يتم ذلك سيكون زيادة الحصص عبئا على البرنامج المدرسي وعلى الادارة المدرسية !.
نختم حديثنا بالتأكيد على اهمية دور معلم التربية الرياضية فهو القائد الميداني لعملية التطور المطلوبة للرياضة المدرسية وتطويره مهم جدا في هذا المجال والتطوير يأتي من خلال اشراكه في دورات التدريب والتحكيم والادارة والتنظيم وتقديم الحوافز المختلفة له ان امكن لزيادة دافعيته للعمل فهو من يقف على خط المواجهة الاول في موقعة التطوير والنقلة النوعية المرادة للرياضة الاردنية والتي نسعى بلوغها.

[ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذا الرابط]

يعطيك العافيه

» مشاهدة قناة الجزيرة الرياضية 2 ~ مشاهدة قناة الجزيرة الرياضية بلس + 2 مباشرة ~ قناة الجزيرة الرياضية 2
» وزارة التربية والتعليم , موقع وزارة التربية والتعليم المصرية 2012 , بوابة الخدمات الالكترونيية المصرية ,Egypt Ministry of Education
» صوت الملاعب يحتفل بنهاية الموسم بحلقة مميزه
» موعد فتح باب التسجيل للمعلمين المساعدين ,شرح كيفية التسجيل على موقع وزارة التربية والتعليم , نص اعلان وزارة التربية والتعليم
» كتاب تمارين كيفية وطريقة الزيادة فى الطول , تحميل كتاب تمارين كيفية وطريقة الزيادة فى الطول