فيما تتواصل الجهود الدبلوماسية والعمليات العسكرية لوقف القتال بين القوات الموالية للزعيم الليبي معمر القذافي، والثوار المناهضين لنظامه، تستضيف العاصمة القطرية الدوحة الأربعاء، اجتماعاً لما يُعرف بـ"مجموعة الاتصال" حول ليبيا.
ومن المقرر أن يشارك وفد من الأمم المتحدة، بينهم الأمين العام للمنظمة الدولية، بان كي مون، في أول اجتماع لمجموعة الاتصال الدولية، التي تضم ممثلين من نحو 20 دولة ومنظمة دولية وإقليمية، مع ممثلين للمجلس الوطني الانتقالي، الذي تقوده المعارضة الليبية.
ومن المقرر أن يلتقي وزير الخارجية "المنشق" عن نظام القذافي، موسى كوسا، مع مسؤولين في الحكومة القطرية، وممثلين ليبيين في الدوحة، "لعرض رؤيته قبل اجتماع مجموعة الاتصال"، فيما ذكر ممثلون بالمعارضة الليبية أن كوسا لا يمثل المجلس الوطني الانتقالي في الاجتماع.
وكان كوسا، الذي فر إلى بريطانيا أواخر مارس/ آذار الماضي، قد حث كافة أطراف النزاع في بلاده، خلال مقابلة مع هيئة الإذاعة البريطانية BBC، على تجنب تحويل ليبيا إلى "صومال جديد"، وسط استمرار المعارك بين "الثوار"، الذين يسيطرون على عدد من المدن في الشرق، والقوات الموالية للقذافي.
يأتي اجتماع الدوحة، قبل يوم من اجتماع لمنظمات دولية وإقليمية معنية بمتابعة الوضع في ليبيا، من المقرر عقده في مقر الأمانة العامة لجامعة الدول العربية بالقاهرة الخميس، بمبادرة من الأمين العام للأمم المتحدة، بان كي مون، وبالتشاور مع الأمين العام للجامعة العربية، عمرو موسى.
كما يأتي اجتماع "مجموعة الاتصال"، بعد يوم من المعارك العنيفة التي شهدتها مدينة "مصراتة" شرقي العاصمة الليبية طرابلس، بين الثوار وقوات القذافي، أسفرت عن سقوط عشرة قتلى على الأقل، وجرح ما يزيد على 30 آخرين، وفق ما أكدت مصادر طبية لـCNN الثلاثاء.
وقال أحد الأطباء، اكتفى بالتعريف عن نفسه باسم حكيم، لأسباب أمنية، إن الأطقم الطبية أُصيبت بالإرهاق أثناء تقديم خدمات الإسعاف لإنقاذ المصابين، في إشارة إلى ارتفاع عدد الجرحى الذين سقطوا نتيجة قصف قوات القذافي المدينة بقذائف المدفعية الثقيلة.
من جانب آخر، أفاد أحد مقاتلي الثوار، يُدعى معاذ المصراتي لـCNN بأن الكتائب الموالية للزعيم الليبي لجأت إلى قصف المدينة بالمدفعية الثقيلة، بعدما تمكن الثوار من قتل عدد من "القناصة" الموالين للقذافي، فيما قال شهود عيان إنه تم قطع جميع الاتصالات الهاتفية وخدمة الهاتف المحمول عن المدينة.
وفي وقت سابق الثلاثاء، دعا كل من وزيري الخارجية البريطاني ويليام هيغ، والفرنسي آلان جوبيه، حلف شمال الأطلسي "الناتو" إلى تكثيف عملياته العسكرية ضد قوات القذافي، واعتبرا أن العمليات التي يقوم بها الحلف حالياً في ليبيا "ليست كافية" لحماية المدنيين.
كما طلب أحد قادة الثوار من المجتمع الدولي التحرك بفعالية لتنفيذ قرار مجلس الأمن الدولي، في 17 مارس/ آذار الماضي، والذي يدعو إلى "اتخاذ كل الخطوات الضرورية لحماية المدنيين"، بما في ذلك فرض منطقة حظر جوي في الدولة العربية الواقعة في شمال أفريقيا.