الحرب تندلع في ولاية «النيل الأزرق» السودانية
تاريخ النشر: السبت 03 سبتمبر 2011 سناء شاهين، وكالات
قتل 13 شخصاً وجرح 11 آخرون في مدينة
الدمازين بولاية النيل الأزرق على الحدود بين السودان وجنوب السودان، اثر
مواجهات عنيفة وقعت بين الجيش السوداني و«الجيش الشعبي» التابع للحركة
الشعبية قطاع الشمال بالولاية وسط موجة نزوح واسع لأهالي المنطقة فراراً من
النيران. وتبادلت الخرطوم والحركة الشعبية التي يرأسها والي النيل الأزرق
مالك عقار الاتهامات بشأن مسؤولية المبادرة بإطلاق النار بالولاية التي ظلت
تعيش حالة احتقان سياسي وعسكري مزمن منذ بدء المعارك والأحداث بولاية جنوب
كردفان مؤخراً والتي يقف خلفها عبد العزيز الحلو نائب عقار بالحركة
الشعبية.
وكشفت متابعات «الاتحاد» عن سقوط 13 قتيلاً واصابة 11
آخرين في المواجهات بالدمازين واشارت مصادر إلى أن قوات «الجيش الشعبي»
انسحبت باتجاه مدينة الكرمك للتحضير لمعارك في هذه المنطقة الغنية بمحاصيل
استراتيجية وتعتبر احدي مناطق نفوذ «الحركة الشعبية». وقال شهود عيان
بعاصمة الولاية الدمازين، إن الاشتباكات اندلعت داخل المدينة منتصف الليلة
قبل الماضية بالتوقيت المحلي وتركزت في ثلاثة من احياء المدينة، مؤكدين ان
المدينة مغلقة تماماً حالياً بعد ان تمكن الجيش من طرد قوات الجيش الشعبي
إلى خارج المدينة.
وقال المتحدث الرسمي باسم الجيش السوداني
الصوارمي خالد، إن القوات المسلحة السودانية تعرضت لهجوم من قبل الجيش
الشعبي، وإنها كانت تتوقع ذلك من مالك عقار، وذلك من خلال رصدها لتطورات
الأوضاع طوال الفترة الماضية، حيث إن عقار كان يقوم بعمل تعبئة سياسية
وعسكرية لقواعده هناك لذلك. وأضاف «كان ما حدث أمرا متوقعا، وان ما يقوم به
الآن لا يعدو محاولة يائسة لرفع الضغط عن قوات الجيش الشعبي في ولاية جنوب
كردفان». وذكرت وكالة الانباء السودانية ان قوات الحركة الشعبية هي التي
بادرت بشن هجوم متزامن على ثلاثة محاور، حيث هاجمت في وقت واحد كلا من
الحامية الموجود بمدينة الدمازين، وتم صدها بالإضافة إلى مهاجمتها منطقة ام
درفة جنوب محلية الرصيرص، كما شنت هجوما عنيفا على مدخل شارع مدينة
الكرمك، مستخدمة الأسلحة الثقيلة. وأشارت الوكالة إلى أن إشعال الجيش
الشعبي للحرب بالولاية يأتي تنفيذا لما يطلق عليه اتفاق كاودا الذي أبرمه
قادة الحركة الشعبية بالشمال مع حركات التمرد بدارفور لإسقاط الحكومة بكل
الوسائل بما فيها حمل السلاح.
وفي وقت لاحق، أعلنت وزيرة الدولة للإعلام
السودانية سناء حمد أن أوامر صدرت للحركة الشعبية بتسليم المتورطين في
الهجوم علي مدينة الدمازين بولاية النيل الأزرق، ووجهت باعتقال من يرفض
ذلك، وأكدت سيطرة الجيش السوداني على الوضع داخل الدمازين. وقالت
وزيرة الدولة بوزارة الإعلام السودانية، إن الحركة الشعبية قامت بهجوم
مفاجئ مساء أمس الأول وفجر أمس الجمعة على أفراد الجيش السوداني بالقوات
المشتركة على الرغم من سعي الحكومة وإعلان رئيس الجمهورية وقف إطلاق النار
من جانب الحكومة، إلا أن الحركة الشعبية لم تستجب لمبادرة رئيس الجمهورية.
وأضافت أن الحركة الشعبية بالنيل الأزرق قامت أمس الأول بشن هجوم
مفاجئ مما يدل على أن الحركة كانت تبيت النية لإشعال الحرب. وأضافت «الحركة
بدأت باستخدام المدفع الرباعي من مخازن في المنطقة الصناعية بالدمازين،
وترافق ذلك مع تحرك عسكري من منطقة دندرو»