معارك ابو درع العراق بغداد

معارك ابو درع العراق بغداد

الاثنين, 15 أغسطس 2011 19:14
اسعد حسان

رغم كل الجرائم التي اقترفها المدعو ابو درع بحق العراقيين عموما واهل السنة تحديدا اذبان الحرب الطائفية لما بعد تفجيرات سامراء,ورغ كل الاتهاما التي وجهت لابو درع بالوقوف وراء القتل الطائفي الذي عمّ البلد,الان ان مقتدى الصدر وكثير من ساسة الشيعة رفضوا تاكيد وجود تلك الشخصية المسماة ابو درع واعتبروها مجرد "اشاعة" حاول اعداء التيار الصدري لصقها بهم لتشويه صورتهم,لكنا اليوم,وبعد ان تضاربت المصالح ,وجدنا ان مقتدى الصدر اول من يقرّ ويعترف بوجود المجرم ابو درع,بل وجدناه اول من يتهجم عليه ويطالب بالقصاص منه,حتى وجدنا مقتدى الصدر الذي يعيش في ايران منذ سنوات,وجدناه اول من يطالب ايران بتسليم ابو درع للقصاص منه!.
لو كان مقتدى الصدر وطنيا فعلا لا يفرق بين ابناء الوطن الواحد وفق الدين والمذهب,ولو كان مقتدى الصدر بريء من دم العراقيين,ولو لم تكن يداه ولسانه وبطنه ملوثة بدم اهل السنة,لكان مقتدى الصدر قد سارع الى فضح جرائم ابو درع منذ اللحظة الاولى التي انتشرت فيه جرائمه,لا ان يتستر عليه ويدعمه ويموله طوال تلك السنوات,ثم لما ان تضاربت مصالح ابو درع مع مصالح مقتدى,انقلب مقتدى على ابو درع وراح يشهر به ويفضح جرائمه بل ويدعوا للقصاص منه.
سواء رضي مقتدى الصدر ام لم يرض,فانه ووفقا لكل الشرائع الدينية والدنيوية ,فانه يعتبر الشريك الفعلي لابو درع بكل الجرائم التي اقترفها,لان ابو درع كان القائد العسكري لجيش المهدي او على الاقل قائد عسكري لاحدى كتائبه,وبالتالي فان كل الجرائم التي اقترفها ابو درع سوف يتحمل مقتدى وزرها واثمها خصوصا وانه لم يعلن براءته منه الا بعد كل هذه الفترة,وانه كان على ذوي ضحايا من قتلهم ابو درع ان يطالبوا بالقصاص من مقتدى الصدر في ذات الوقت الذي يطالبون فيه بالقصاص من ابو درع لانه القائد الاعلى له ومسؤول عنه .
لا يملك ابو درع وسائل اعلام ومكتب اعلامي ونواب في البرلمان ليدافعوا عنه,بل لم تقم أي وسيلة اعلامية باجراء أي لقاء معه لمعرفة رايه فيما يروج عنه,او لمعرفة رايه فيما يقوله عنه مقتدى الصدر,وانا على يقين لو انه اتيحت لابو درع نفس القدرة الاعلامية المتاحة لمقتدى الصدر لكان هو من افشى باسرار وجرائم مقتدى الصدر الطائفية,ولشهدنا الكثير من الاعترافات التي تثبت تورط كل منهما بدم العراقيين بدون رادع او ضمير.
من خلال الاحداث الاخيرة التي شهدتها مدينة الحرية,حين اندلعت معركة عسكرية بين اتباع ابو درع واتباع مقتدى الصدر اجبرت المالكي لارسال طائرات مروحية لفك الاشتباك,فقد اكتشف الكثير من المراقبين ان لابو درع من القوة المسلحة والسطوة على الارض ما يفوق ما يملكه مقتدى الصدر بعشرات المرات,بل ظهر مقدى الصدر وكانه لا يملك من الوجود على الساحة العسكرية سوى صوره وصور والده,وان قدرته محصورة فقط بتلك المظاهرات التي ينظمها مكتبه بعد صلاة الجمعة ,وان أي خلاف بين مقتدى الصدر وبين قادة ميليشياته كابو درع وقيس الخزعلي,فانها سوف تعري مقتدى الصدر وتجعله ضعيفا امام خصومه التقليديين ونقصد بهم فيلق بدر والمجلس الاعلى,ونحن اذ نعرف جيدا علاقة المجلس الاعلى بايران وارتباطه العضوي بها,مقارنة بالارتباط "المصلحي" و"الوقتي" لمقتدى الصدر بايران ,بالاضافة الى العداء المتاصل بين مراجع حوزة ايران وبين محمد الصدر ومرجعيته,ثم تذكرنا عظم المكر والدهاء الذي يمتاز به قادة المجلس الاعلى مقارنة ببساطة وسطحية تفكير مقتدى الصدر والمقربين منه,فان النتيجة الوحيدة التي يمكن ان نخلص اليها من كل هذا هو ان لايران والمجلس الاعلى تحديدا الدور الاكبر في ذلك الانشقاق الحاصل بين مقتدى الصدر وبين قادة ميليشاته,لانهم يعلمون بانهم لو ارادوا التخلص من مقتدى الصدر وذكرى والده فلن يكون ذلك الا بفك الارتباط بين مقتدى وبين تلك الميليشيات,وهذا ما نجح الان المجلس الاعلى بتنفيذه وبكل مكر ودهاء,من خلال كسب ابو درع وامثاله لصالحهم,وكلنا نعرف ان الصورة الوحيدة لابو درع والتي يظهر فيها وهو "يشوي الكباب" في احد المتنزهات الايرانية,ويظهر بجانبه احد الاشخاص المقربين من المجلس الاعلى,والذي يظهر في صورة اخرى وهو يحضر مع عمار الحكيم لقاءا مع احمدي نجاد.
لم ولن تكون العلاقة بين مقتدى وايران كالعلاقة بين المجلس الاعلى وايران,فتقلبات مقتدى الصدر وعاطفياته لا تجعلانه مامون الجانب من قبل ساسة ايران الذين اعتادوا على ان يكون عميلهم ذو طاعة عمياء,لذلك فلن نتعجب كثيرا عندما نسمع بعد ايام بان ابو درع قد طلب من القيادة الايرانية تسليمه مقتدى الصدر لتنفيذ القصاص به لتشهيره بابو درع,ولن نتعجب اكثر عندما تستجيب ايران لابو درع وتسلمه مقتدى الصدر لينفذ فيه حكمه "العادل"!,فقد رجحت كفة ابو درع على كفة مقتدى,وايران تعشق الكفوف الراجحة دائما!.