شرت صحيفة "الإندبندنت" البريطانية تقريراً عن الأميرة بسمة بنت سعود، ابنة شقيق الملك السعودى التى تدير حملة من أجل التغيير فى بلادها من إحدى ضواحى غرب لندن، والتى ترى أن هيئة الأمر بالمعروف والنهى عن المنكر الموجودة فى بلادها، والتى يحاول البعض إنشاؤها فى مصر، هى السبب فى انتشار التعصب فى المجتمع.
وتوضح الصحيفة أن الأميرة بسمة، الابنة الصغرى لثانى ملوك السعودية، تبلغ من العمر 47 عاما تنتمى لأعلى الصفوف فى العائلة المالكة. ويسمح لها وضعها المميز بسلطة كبيرة فى النقاش الدائر حول التغيير، ولذلك فإن هذه المعارضة الملكية ستفقد الكثير إذا أثارت تصرفاتها استياء النظام المحافظ والمتشدد فى المملكة العربية السعودية.
وتشير الصحيفة إلى أن الأميرة بسمة ليست مجرد شخص عادى، فهى امرأة مطلقة وأم لخمسة أطفال، يقيم معها ثلاثة منهم فى لندن، وهى أيضا سيدة أعمال ناجحة أمضت السنوات الخمسة الأخيرة فى بناء مستقبل مهنى لها كصحفية ومدونة، وتتعامل مع بعض القضايا الحساسة مثل انتهاكات حقوق النساء والفقر فى السعودية، التى تعد ثانى أكبر مصدر للنفط فى العالم.
وتؤكد بسمة أنها لم تُجبر على ترك المملكة، وشددت على أن الانتقادات التى توجهها للنظام لا تتعلق بعمها الملك أو غيره من كبار أعضاء العائلة المالكة. ولكنها تركز غضبها على الحكام والمسئولين والوزراء الذين يديرون شئون الدولة اليومية.
وترى أن هناك وزراء غير قادرين على تنفيذ ما يتلقونه من أوامر لأنه لا يوجد متابعة ولا يوجد عواقب. فإذا كنت رجلا فقيرا وسرقت قتقطع يدك بعد ثلاث جرائم، أما لو كنت غنياً فلن يقول لك أحد أى شىء.
وتصر الأميرة بسمة على أنها ليست متمردة ولا تدعو إلى تغيير النظام، وقالت إنها ستظل المواطن المطيع وستقف مع الأسرة المالكة، لكنها لن تصمت على ما يحدث فى بلادها من سوء توزيع للسلطة والثروة. وأضافت أنها ستلتزم بقول الحقيقية لأعمامها حتى لو لم يرغبوا فى سماعها.
وانتقدت الأميرة السعودية التى قضت معظم سنوات حياتها وتلقت تعليماً أجنبياً فى صغرها فى لبنان مع المسيحيين واليهود، عدم التسامح إزاء الطوائف الأخرى فى بلادها، وقالت إنه يتم التعامل معهم كما لو كانوا لا يمثلون الإسلام الحقيقى، وهاجمت بسمة هيئة الأمر بالمعروف والنهى عن المنكر وحملتها مسئولية انتشار التعصب فى المجتمع السعودى، وقالت إن الشرطة الدينية لديها التأثير الأكثر خطورة على المجتمع.
واعتبرت أن الفصل بين الجنسين وزرع الأفكار الخاطئة فى عقول الرجال والنساء أسفر عن انتشار الأمراض النفسية، فالمتطوعون منتشرون فى كل مكان يحاولون أن يقودوا المجتمع إلى حياة لا وجود لها، كما تقول، وأصبح كل شىء الآن خلف الأبواب المغلقة.