اشتهر
أهالي حمص بإبداعاتهم الساخرة خلال حركة الاحتجاجات التي تشهدها مدينتهم
وباقي أنحاء سوريا منذ 10 أشهر، وتنوعت الإبداعات في وسائلها ومضامينها
سواء على أرض الواقع أو في الفضاء الافتراضي.
ومن أحدث ابتكارات المتظاهرين في حمص، ظهور رجل بثياب رثة توحى بأنه قادم
من العصور المتأخرة ووضع على ظهره لافتة كتب عليها "لجنة المراقبين"، ووفقا
للفيديو الذي صوره أحد الناشطين فإن ذلك "المراقب العربي" الذي حضر إلى
أحد المظاهرات بحي الشماس لتوثيقها بدا متهالكا وزائغ البصر يرتدي في قدميه
أكياسا من "الخيش" ويضع على عينيه نظارة تزيد من صعوبة رؤيته للأشياء.
ويجلس المراقب بتثاقل على طاولة ليكتب على ورقة قديمة عبارة "تظاهرة في
الشماس- حمص" مستخدما ريشة طائر كقلم يغمسه في دواة حبر، وذلك في إسقاط على
حادثة المراقب الذي طلب ورقة وقلم من سكان بيت كان يزوره في حمص لتسجيل
شهاداتهم وما تعرضوا له من قمع وظلم.
وبغية إنجاز مهمته، يرسل المراقب القادم من "غياهب التاريخ" تقريره بواسطة
الحمام الزاجل مما يعني مزيداً من المهل للنظام في الإمعان في القتل حيث من
المتوقع أن تصل شهادة المراقب بعد فوات الأوان، ولم ينس المراقب استخدام
حاسة السمع لتسجيل شكوى امرأة ربما جاءت تتوسل إليه أن يساعدها في الكشف عن
مصير زوجها المعتقل منذ عدة شهور دون أن تدري عنه شيئا.
وما إن تنتهي مهمة المراقب حتى يسارع إلى مغادرة مكان التظاهرة ليترك الناس
وحدهم يهتفون "لن نركع إلا لله" في مواجهة رصاص قوى الأمن و"الشبيحة".