مراسم التشييع في سوريا تتحول إلى مظاهرات حاشدة وتنتهي بسقوط قتلى
[ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذه الصورة]شهدت مراسم تشييع القتلى في سوريا خلال الثورة تحولاً في الطقوس المتبعة بالجنائز لدى مختلف المدن، فيما يقابلها رجال الأمن والشبيحة بإطلاق النار على المشيعين وخطف القتلى في كثير من الأحيان.
ويستغل المحتجون تشييع قتلاهم الذي يشهد حضوراً واسعاً بسبب العادات الاجتماعية، بالدعوة إلى مظاهرات حاشدة، تخلّف قتلى جدد جراء الهجوم عليها من قبل قوات الأمن، سيما بعد إطلاق المشيعين هتافات مناهضة للنظام.
وشهدت مدينة قدسيا بريف دمشق قبل يومين، مظاهرات حاشدة اعتبرت الأكثف منذ أول مظاهرة خرجت في المدينة نهاية شهر مايو/أيار السنة الماضية، وذلك خلال تشييع قتلى سقطوا على أيدي قوات الأمن.
وكانت أضخم المظاهرات التي شهدها حي الميدان في دمشق، تلك التي شّيع فيها الأهالي أطفالاً سقطوا إثر إطلاق النار من قبل عناصر الأمن.
ويعتبر النشطاء في سوريا أن مراسم التشييع، تشهد خطورة كبيرة حيث تعتدي قوات الأمن على المشيعين وتحاصر المقابر أثناء الدفن، فيما تقوم باختطاف القتلى لمنع ذويهم من تأدية مراسم التشييع خشية تحولها إلى مظاهرات حاشدة مجددا.
وفي حين تنتهي بعض المراسم دون أي اعتداء من قبل الأمن السوري، يضطر آخرون للبقاء ساعات وسط المدافن انتظاراً لرحيل قوات المخابرات التي تقوم بمحاصرة المقابر وإطلاق النار على الأهالي.
ويضطر المشيعون في بعض الأحيان إلى تهريب القتلى عبر إخفائهم بسيارات خضار، أو نقلهم بواسطة الحبال بين شوارع عدة وسط إطلاق نار يمنعهم من دفن قتلاهم بطرق تقليدية حسب وصف ناشطة من مدينة دمشق.
وتوضح الناشطة أن مراسم تشييع ربيع غرة في حي برزة بدمشق، شهد أكثر من محاولة بين كر وفر بين الأمن والمشيعين، إلى أن انتهت بتشييع القتيل مرتين قبل أن يتم دفنه.
كما تقوم السلطات بإجبار بعض الأهالي على توقيع تعهدات بأن عصابات مسلحة قامت بقتل ضحايا الاعتداءات الأمنية، قبل تسليم جثامينهم لتأدية مراسم الدفن التي يعتبرها السوريون ضرورية وفق العادات الدينية والاجتماعية.
ويتهم سوريون سلطات بلادهم بنبش بعض القبور واختطاف جثمان أصحابها، سيما الذين أثار مقلتهم غضباً لدى الشارع، خشية تحولها إلى مصادر تأجيج مشاعر الأهالي.
عادات جديدة
واكتسبت مراسم التشييع عادات جديدة في مختلف المدن السورية، حيث يمتنع بعض الأهالي عن تغسيل جثامين قتلاهم الذين سقطوا خلال المظاهرات، فيما أضحت عمليات الدفن تتحول إلى هتافات حماسية شبيهة بالأعراس حسب الناشط عماد من مدينة حمص.
وأشار عماد إلى أن الأهالي شرعوا في الأشهر الأخيرة إلى الاحتفاء بالجنائز والدوران بها في الشوارع والساحات، تشبيها بالاحتفالات العادية في الأعراس، حيث يصف المشاركون في التشييع قتيلهم بـ"العريس إلى الجنة".
وبدأ أهالي بعض المدن مثل حمص وإدلب وحماة بدفن القتلى في الحدائق العامة وحدائق المنازل السكنية وبعض المناطق النائية خلال الأشهر الأخيرة التي أعقبت عمليات عسكرية واسعة للجيش والأمن السوري، لتعذر الوصول إلى بعض المدافن بسبب القصف وتمركز القناصة على أسطح المباني.
واضطر الأهالي بقرية المرقب في بانياس على الساحل السوري قبل أشهر إلى دفن بعض القتلى في جامع المرقب عند اجتياح القرية، لتعذر الحركة بسبب وابل الرصاص.
ووفقاً لمصادر أخرى فإن مناطق عديدة في سوريا سيما الساخنة منها، تشهد خلال الأشهر الأخيرة مراسم تشييع وسط حماية من مسلحين ينتمي بعضهم للجيش السوري الحر.