قال فريد الديب محامى مبارك فى مرافعته أمام المحكمة اليوم، إن الرئيس السابق ولد فى 4 مايو 1928 فى كفر مصيلحة بالمنوفية، الذى أنبت شيخ شيوخ قضاة مصر المستشار عبد العزيز باشا فهمى، ومثل باقى شباب القرية وجه الشاب مبارك له للتعلم منه وأخذ خلقه الكريم، ليعتز بعزة القاضى وكرامته وكان رجلا يقدس العدل وينبذ الظلم، وأراد دخول كلية الحقوق ليكون قاضياً لكن الله دفع به إلى طريق القوات المسلحة ليحمى الوطن والمواطنين فى الحرب والسلم، فدخل الكلية الحربية فى نوفمبر 1947، وحصل على بكالوريوس العلوم العسكرية فى فبراير سنة 49، ثم تخرج من القوات الجوية فى مارس 1950، ليقوم الرئيس الراحل جمال عبد الناصر بتوليه قائدا لقاعدة بنى سويف الجوية سنة 67 بعد أداء القسم فى حرب ذلك العام، ثم أصبح رئيس الكلية الجوية ليخرج أجيالا من الطيارين، وفى يونيو سنة 69 رقى إلى رتبة عميد ثم بعدها بشهرين إلى رتبة لواء طيار، وعام 72 عينه أنور السادات كنائب لوزير الدفاع وقائد للقوات الجوية، واشترك فى وضع خطة الحرب، وفى أبريل سنة 75 عين نائبا لرئيس الجمهورية وأخيراً رئيسا للجمهورية فى 14 أكتوبر عام 1981 بعد حادثة الاغتيال.
وكان أول ما فعله بعد تولى الرئاسة هو استعادة جميع الأراضى المحتلة وانسحاب القوات الإسرائيلية من سيناء فى 25 أبريل 1982، وبقيت طابا التى كان التنازع عليها ولم يرغب فى استعمال القوة ولجأ إلى التحكيم الدولى فى نوفمبر عام 1982، وصدر الحكم فى 27 سبتمبر 1983، وتم رفع علم مصر فى 89، فكانت أول مرة تعود مصر بأكملها تحت حكم شعبها بتوليه للرئاسة.
[ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذه الصورة]فكانت منذ عام 1516 حتى 1882 تحت الحكم العثمانى، ومن وقتها حتى 1956 تحت الحكم البريطانى ومن 66 حتى 67 محتلة سيناء من إسرائيل، حتى جمع مصر كلها عام 89، ليلتفت بعدها إلى الإصلاح الداخلى فوجد المشاكل والأزمات فى جميع المجالات من صحة وشرب وصرف وتعليم وطرق وكل مناحى الحياة، فاتخذ الصبر والحكمة ونجح أحياناً وأخفق أحياناً، وما كان التوفيق إلا بالله، وكانت أكبر المشاكل التى واجهته وستواجه من يخلفه الانفجار السكانى، حيث كان عدد السكان عندما تولى 42 مليون نسمة وفى عام 2009 وصل العد إلى 82 مليون نسمة، كما اهتم بالحياة السياسية، فكان عدد الأحزاب عن توليه 4 أحزاب، وأصبح فى 2009 عددها 24 حزبا، وكان هناك 35 صحيفة فأصبحوا 523 صحيفة عام 2009، ونفذ ما وعد به نقيب الصحفيين وقتها جلال عارف بإلغاء عقوبة الحبس للصحفيين ليعبروا عن آرائهم ومشاكلهم دون خوف.
وقال الديب إن الخلاصة تتمثل فى أن مبارك عمل بجد وإخلاص بقدر الطاقة التى أتيحت له من أجل مصر وشعبها، وهو بذلك جدير بالإنصاف، ولا يصح أن يهان أو يشكك فى إخلاصه فهو رجل ليس دموياً ولا معتدياً يحكم ولا يتحكم ويحترم القانون، عادل غير مستبد يدعم القضاء الطاهر نقى اليد نال أعلى الأوسمة فى بلده والعالم، ورجل مصرى ولا يمكن أن يصدر منه أى فعل مؤثم يحاسب عليه، يمثل اليوم أمام المحكمة فى الثالثة والثمانين من عمره عجزته الأمراض وأثقلته المسئوليات وافترسته الاتهامات وأحاط به الظلم من كل حدب وصوب ويطلب العدل والإنصاف، وطلب من المحكمة الاستراحه لجمع أنفاسه للاستعداد للدفوع القانونية.