قدّمت شركة «ايستمان كوداك»، التي اخترعت الكاميرا المحمولة وساهمت في
نقل الصور الأولى من القمر إلى العالم، بدعوى إفلاس للحماية من الدائنين
لتضع حداً لتهاويها. وأشارت «كوداك»، الرائدة في التصوير الفوتوغرافي منذ
130 سنة والتي حاولت إعادة هيكلة ذاتها لتعمل في بيع المنتجات الاستهلاكية،
مثل الكاميرات، إلى أنها حصلت على تسهيل ائتماني قيمته 950 مليون دولار
لأجل 18 شهراً من «سيتي غروب» لتستمر.
ولفت رئيس مجلس الإدارة الرئيس التنفيذي انتونيو ام بيريز في بيان إلى
أن «مجلس الإدارة وطاقم الإدارة العليا مجمعين على أن هذا هو القرار الصحيح
من أجل مستقبل كوداك». وأكدت الشركة أنها وشركاتها الأميركية التابعة
تقدمت بدعوى إعادة تنظيم تحت الفصل الحادي عشر إلى محكمة الإفلاس الأميركية
في المنطقة الجنوبية من نيويورك. وبلغ إجمالي أصول الشركة نهاية أيلول
(سبتمبر) الماضي 5.1 بليون دولار وإجمالي الحسوم 6.75 بليون.
ولا يشمل طلب المجموعة الذي قدم الى محكمة في نيويورك، فروعها خارج
الولايات المتحدة التي ستواصل احترام التزاماتها المالية. وكانت الشركة
رائدة في انتشار التصوير وجعله متاحاً للجميع، الا انها واجهت صعوبات في
مواكبة العصر الرقمي وارغمت بعد سنوات من الاداء الضعيف على تسريح 47 الف
موظف واغلاق 13 مصنعاً منذ العام 2003.
واكد بيريز ان «مجلس المـديـريـن وجميع طـاقم الادارة العـليا متـفـقون
عـلى ان هذه الخطوة ضرورية وانـها الـصـواب لمسـتقبل كوداك». واضاف ان
«هدفنا هو زيادة القيمة الى اقصى حد للمسـاهمين بمن فيهم الموظـفـون
والمـتقـاعدون والـدائـنـون. ونحن ملتزمون ايضا بالعمل مع زبائننا».
وعشية اشهار افلاسها، لم تكن قيمة المجموعة تتجاوز 150 مليون دولار في
البورصة بعدما بقيت اكثر من 70 سنة في نادي المغلق للشركات الـ 30 الكبرى
لمؤشر داو جونز. وسحبت من المؤشر في 2004 وبقي سهمها مهدداً لأسابيع بوقف
تسعيره بسبب نقص الاموال.
واشتهرت «كوداك» بمجموعة واسعة من الأفلام الفوتوغرافية ومنتجاتها، ما
أعطاها مكانة مهيمنة عالمياً خلال معظم القرن العشرين، وعام 1976 هيمنت على
90 في المئة من سوق الأفلام الفوتوغرافية في الولايات المتحدة، وأصبحت
عبارة «لحظة كوداك» مهيمنة على اللغة اليومية المتعلقة بالأحداث التي يرى
المرء أن يحفظها لأجيال المقبلة.
ومع أنها تحولت إلى التصوير والطباعة الرقميين في أواخر العقد الأول من
القرن الحادي والعشرين، لم تستطع أن تحقق أرباحاً بعد عام 2007، واعتبر
محللون أن التحول حصل متأخراً جداً. وحاولت أيضاً تحقيق مكاسب من دعاوى
قضائية تتعلق بحقوق الملكية الفكرية تقدمت بها ضد منافسين في السنوات
الأخيرة، لم تتمكن من الوقوف على قدميها مجدداً.