الحمد لله رب العالمين وأشهد أن لا إله إلا الله ولي المتقين وأشهد أن سيدنا محمد عبد الله ورسوله إمام الغر الميامين اللهم صلى وسلم وبارك عليه وعلى آله وصحبه أجمعين
وبعد..
فيا أيها الأحبة.
[وأعراضكم]
ما هو العرض؟
العرض كما قال ابن منظور في لسان العرب وغيره: (هو موضع الذم والمدح في الإنسان من حسب ونسب وجسد).
ومنه قول حسان بن ثابت رضي الله عنه وهو يمدح رسول الله صلى الله عليه وسلم ويذب عنه يقول
فإن أبي ووالده وعرضي لعرض محمد منكم وقاء
فالعرض هو موضع المدح والذم في الإنسان.
لا أدري هل ستوافقونني أم لا إن قلت أنا لم أعش ولم أقرأ عن زمان انتهكت فيه الأعراض كزمن الانترنت والفضائيات.
انتهكت الأعراض بصورة مزلزلة.
أصبح كل إنسان على أي موقع من مواقع النت أو في أي فضائية أو في أي جريدة صفراء نجسة يقول ما شاء ويكتب ما شاء في أي وقت شاء لينتهك عرضاً أو ليذبح شريفاً أو شريفة أو ليطال طاهر أو طاهرة ثم بعد ذلك يمضي وكأنه لم يقل شيئا ولم يفعل شيئاً ويصبح الناس ويمسون وأعراضهم مجرحة وسمعتهم ملوثة وإذا كل فرد فيهم متهم أو مهدد بالاتهام وهذه حالة من القلق والشك والريبة لا يمكن أبداً أن تطاق بحال من الأحوال فضلاً عن أن يبنى في ظل هذا الواقع أي بناء.
هل تعلم أنه بكلمة واحدة قد تنال رضوان الله أو قد تنال سخط الله
أولئك المتجرءون عل الأعراض
{مَا يَلْفِظُ مِن قَوْلٍ إِلاَّ لَدَيْهِ رَقِيبٌ عَتِيدٌ(18)}ق.
ذكرت ربما أيضاً في الشرقية هنا قبل ذلك قلت
والله لو كُلف كل مواطن أن يذهب إلى أقرب قسم شرطة من اجل تركيب جهاز على كتفه الأيمن مثلاً سيسجل عليه هذا الجهاز كل لفظة يرددها ولن يفتح إلا بواسطة المسئولين وهذا الجهاز سيفتح في آخر الشهر مثلاً وكل كلمة تسبيح أو تكبير أو تهليل أو استغفار أو صلاة على النبي المختار سيأخذ صاحبها عليها جنيها واحداً
أسألكم بالله هل سننطق بغير الذكر والتسبيح؟
والله أبداً
تقول له ازاي الحال يا عم الشيخ؟
يقولك الله اكبر
اخبار الزرع ايه؟
الله اكبر ولله الحمد
الأولاد عملوا ايه السنة دي؟
لا حول ولا قوة إلا بالله
ما شاء الله
لن ننطق إلا بالذكر
ألم نقرأ قول ربنا: {مَا يَلْفِظُ مِن قَوْلٍ إِلاَّ لَدَيْهِ رَقِيبٌ عَتِيدٌ(18)}ق.
وثقنا فيما أيدينا وفيما نملكه أكثر من ثقتنا في كلام ربنا ونبينا.
{مَا يَلْفِظُ مِن قَوْلٍ إِلاَّ لَدَيْهِ رَقِيبٌ عَتِيدٌ(18)}ق.
{فَمَن يَعْمَلْ مِثْقَالَ ذَرَّةٍ خَيْرًا يَرَهُ(7) وَمَن يَعْمَلْ مِثْقَالَ ذَرَّةٍ شَرًّا يَرَهُ(
}الزلزلة.
{وَنَضَعُ الْمَوَازِينَ الْقِسْطَ لِيَوْمِ الْقِيَامَةِ فَلا تُظْلَمُ نَفْسٌ شَيْئًا وَإِن كَانَ مِثْقَالَ حَبَّةٍ مِّنْ خَرْدَلٍ أَتَيْنَا بِهَا وَكَفَى بِنَا حَاسِبِينَ(47)}الأنبياء.
ألم تسمع قول الصادق الذي لا ينطق عن الهوى في الصحيحين من حديث أبي هريرة:[إن العبد ليتكلم بالكلمة من رضوان الله لا يلقي لها بالا فيرفعه الله بها درجات وإن العبد ليتكلم بالكلمة من سخط الله لا يلقي لها بالا فيهوي بها في جهنم]
كلمة واحدة
بكلمة تنال رضوان الله وبكلمة تنال سخط الله
وبكلمة تدخل الجنة وبكلمة تدخل النار
اقصد كلمة الكفر
وبكلمة تستحل فرج امرأة وبكلمة يحرم عليك فرجها
بل قضاء الله في كلمة كن {إِنَّمَا أَمْرُهُ إِذَا أَرَادَ شَيْئًا أَنْ يَقُولَ لَهُ كُنْ فَيَكُونُ(82)}يس.
قضاء الله في كلمة رضوان الله بكلمة سخط الله بكلمة جنة الله بكلمة نار الله بكلمة يتبعه العمل بلا شك
وكلمة الكفر تدخل صاحبها النار
كلمة ليست هينة
والنبي صلى الله عليه وسلم يقول كما في مسند أحمد من حديث ابن عمر وهو حديث في الصحيح وفيه اسمع والله لو تدبرنا هذا الحديث لفكر كل واحد منا ألف مرة قبل أن ينطق مرة
وفيه يقول:[ومن قال في مؤمن ما ليس فيه اسكنه الله ردغة الخبال حتى يخرج مما قال وليس بخارج].
وفي رواية:[قيل: يا رسول الله وما ردغة الخبال؟. قال: عصارة أهل النار]
[من قال في مؤمن ما ليس فيه أسكنه الله ردغة الخبال أي عصارة أهل النار حتى يخرج مما قال وليس بخارج].
خلاص خرجت الكلمة.
فالأعراض أيها الأفاضل لها حرمة والله لو عظمنا الدماء وأمن كل واحد منا على روحه وحياته ودمه.
ولو عظمنا الأموال جمعنا من الحلال وأدينا حق الكبير المتعال وأمن كل إنسان على ماله في مجتمعه الذي يعيش فيه.
ولو أمن كل إنسان على عرضه ولم يتفوه أخ في حق أخيه بكلمة الكذب والبهتان والافتراء والضلال والباطل.
لعاش المجتمع سعيداً كريماً.
كلمات ثلاث تضمن السعادة لمجتمعاتنا بل للبشرية في الدنيا والآخرة.
ما أحوجنا إلى أن نفيء من جديد إلى منهج ربنا وإلى نبينا وأسوتنا وقدوتنا صلى الله عليه وسلم لنسعد في دنيانا وفي أخرانا
واسمحوا لي أن أختم اللقاء بهذه الكلمات المهمة الخص فيها ما قلت تقريباً فأقول:
الحياة البشرية كلها من خلق الله ولن تفتح مغاليق فطرتها إلا بمفاتيح من عند الله ولن تعالج أمراضها وعللها إلا بالدواء الذي يقدم لها من الله بيد رسول الله.
أسأل الله أن يردنا في مصر والأمة كلها إلى القرآن والسنة رداً جميلاً
اللهم لا تدع لأحد منا في هذا الجمع المبارك ذنباً إلا غفرته ولا مريضاً إلا شفيته ولا ديناً إلا قضيته ولا ميتاً لنا إلا رحمته ولا عاصياً بيننا إلا هديته ولا طائعاً إلا زدته وثبته ولا حاجة هي لك رضاً ولنا فيها صلاح إلا قضيتها يا أرحم الراحمين
اللهم اجعل جمعنا هذا مرحوما وتفرقنا من بعده معصوما ولا تجعل فينا ولا منا شقيا ولا محروماً
اللهم أهدنا واهدي بنا واجعلنا سبباً لمن اهتدى
اللهم أحفظ مصر واجعلها أمناً أماناً سخاءً رخاءً وجميع بلاد المسلمين
اللهم اعصم مصر من الفتن ما ظهر منها وما بطن
اللهم احقن دماءنا اللهم أحفظ أرواحنا
اللهم أحفظ أموالنا اللهم أحفظ نسائنا اللهم أحفظ أولادنا اللهم أحفظ أعراضنا برحمتك يا أرحم الراحمين.
اللهم ولي أمور مصر خيارها ولا تولي أمور مصر شرارها برحمتك يا أرحم الراحمين.
اللهم استرنا ولا تفضحنا وأكرمنا ولا تهنا وكن لنا ولا تكن علينا.
اللهم لا تحرمنا أبداً شرف الدعوة إليك وكرامة البلاغ عنك ودلالة الخلق عليك بحق يا أرحم الراحمين.
اللهم لا تدع لأحد منا في هذا الجمع المبارك ذنباً إلا غفرته.
اللهم لا تردنا جميعاً إلا بذنب مغفور وسعي مشكور وتجارة لا تبور برحمتك يا عزيز يا غفور.
اللهم ارحم أمواتنا وأموات المسلمين واشف مرضانا ومرضى المسلمين
اللهم وسع أرزاقنا ويسر أمورنا وأصلح أحوالنا يا أرحم الراحمين.
هذا وما كان من توفيق فمن الله وحده وما كان من خطأ أو سهو أو نسيان فمني ومن الشيطان
وأعوذ بالله أن أكون جسراً تعبرون عليه إلى الجنة ويرمى به في جهنم
ثم أعوذ بالله أن أذكركم به وأنساه.