الوفـد النقابـي الأردنـي العائـد مـن رفـح يطالـب بتوضيـح أسبـاب منعهـم من دخـول غـزة

أكد المشاركون في الوفد النقابي الأردني العائد من معبر رفح استغرابهم واستنكارهم منع السلطات المصرية لهم من الدخول إلى قطاع غزة، رغم أنهم يحملون رسالة إنسانية تضامنية مع الشعب الفلسطيني المحاصر، مؤكدين أنهم سيعملون على مقابلة رئيس الوزراء سمير الرفاعي لاستكمال الأعداد لقافلة "الأنصار 1" المزمع إطلاقها قريباً.
وقالوا في مؤتمر صحفي عقدوه أمس إن الادعاء بأن المعبر مفتوح ماهو إلا ادعاء فارغ، تحاول من خلاله السلطات المصرية التستر على حقيقة ما يجري على الحدود وداخل القطاع.
وقال رئيس مجلس النقباء نقيب الأطباء أحمد العرموطي إن النقابات المهنية ستطلب من رئيس الوزراء سمير الرفاعي تسهيل مهمة قافلة المساعدات "الأنصار1" التي ستقوم النقابات المهنية بإرسالها إلى قطاع غزة في 12 تموز الجاري.
وطالب السلطات المصرية بتوضيح موقفها من النقابات المهنية، خاصة أنها سمحت بدخول وفود عربية وأجنبية إلى قطاع غزة.
وأشار إلى أن النقابات ستطلب لقاء السفير المصري في عمان لاستيضاح الموقف المصري منها، إضافة إلى تسليمه رسالة إلى الرئيس المصري محمد حسني مبارك تطالب بالسماح بدخول قافلة المساعدات "الأنصار1" إلى قطاع غزة والتي كانت إدارة المعبر رفضت استلامها.
واعتبر ان تعامل السلطات المصرية مع الوفد كان غامضا على الرغم من ان الوفد حصل على الاوراق التي طلبتها سلطات المعبر للسماح له بالدخول، وموافقة وزارة الخارجية والسفارة الاردنية في مصر، مستغربا طلب السلطات المصرية من الوفد الحصول على موافقة وزارة الخارجية المصرية والمخابرات المصرية للسماح له بالدخول الى القطاع،معتبرا ان ذلك من مهام الدبلوماسية بين الدول.
ودعا العرموطي إلى تجاوز العقبات التي تمنع وصول قافلة المساعدات إلى قطاع غزة، دون التنازل عن ثوابت النقابات بعدم استخدام المعابر الإسرائيلية.
وبين أن الوفد كان يهدف من خلال الدخول إلى القطاع إلى تلمس الاحتياجات الإنسانية لأهالي القطاع، والاطلاع على أحوال أهل القطاع المعيشية، والتضامن معهم، بالإضافة إلى زيارة المستشفى العسكري الميداني الأردني، وتكريم العاملين فيه.
وكشف العرموطي عن نية نقابة الأطباء إرسال وفد طبي إلى قطاع غزة قبل انطلاق قافلة المساعدات لاختبار الموقف المصري الذي سمح بدخول وفد طبي لبناني أثناء تواجد وفد النقابات المهنية على معبر رفح.
وأشار العرموطي إلى منع السلطات المصرية لصحفي ألماني من الدخول إلى القطاع، رغم حصوله على كافة الأوراق الرسمية اللازمة، مبينا أن الصحفي أمضى نحو 12 يوما قبل أن يغادر إلى بلده بعد انتهاء فترة مهمته.
من جانبه، قال عضو الوفد نائب نقيب المحامين سمير خرفان إن الوفد لم يصدق قرار منعه من دخول القطاع في بداية الأمر، وأصر على التوجه للمعبر للوقوف على حقيقة الإعلان عن فتحه، إلا إن المعبر كما رأينا لم يكن مفتوحا بمعنى الكلمة، واقتصر فتحه على بعض الأشخاص.
وأضاف خرفان أن ما يحصل على المعبر هدر للكرامة الإنسانية، إذ يضطر كثيرون إلى المبيت هناك بعد أن منعهم من الدخول لعدم حملهم الوثائق التي تطلبها السلطات المصرية، رغم حملهم وثائق مصرية.
وأشار إلى أن الذين أرادوا الدخول إلى القطاع كانوا أكثر بكثير من الخارجين منه.
وطالب بالاستمرار بمحاولات رفع الحصار "العربي" عن القطاع لأسباب إنسانية إن لم تكن قومية أو عروبية.
بدوره، لفت نقيب الممرضين خالد أبو عزيزة إلى أن الوضع الإنساني والخدماتي سيئ على المعبر، مشيرا إلى أن المياه لم تصل إلى خزانات المرافق الصحية الموجودة بالقرب من المعبر إلا قبل أيام، وبعد تدخل الوفد لإيصالها، وأكد أن متطلبات الحياة الإنسانية غير متوفرة على المعبر.
وأشار إلى قصة الصحفي الألماني الذي أبلغ الوفد بأن سفير بلاده في مصر ضحك من كثرة الطلبات التي طلبتها السلطات المصرية منه لدخول القطاع، واعتبر الصحفي أن منعه جاء لعدم تمكينه من نقل حقيقة ما يحصل داخل غزة، ودعا وسائل الإعلام إلى التركيز على البعد الإعلامي للحصار.
وبين أن النقابات الصحية كانت تهدف من وراء دخول القطاع إلى الاطلاع على البرامج والخدمات الإنسانية التي تساهم فيها لتحسين الوضع الصحي في القطاع.
وقال نائب رئيس جمعية مدققي الحسابات عمران التلاوي: "واجبنا تجاه كسر الحصار المفروض على القطاع واجب ديني أولا وإنساني ثانيا".
وأشار إلى أن أعضاء الوفد لم يصلوا معبر رفح بصفتهم الشخصية، بل لكونهم يمثلون مئات آلاف النقابيين الرافضين لاستمرار الحصار على القطاع.
وتحدث عن معاناة الداخلين إلى القطاع وخاصة النساء والأطفال وكبار السن، ولفت إلى أن الأمر وصل بإحدى الغزيات إلى أن طلبت من الوفد نقل ما يجري على المعبر، فكان أن تم سحب جوازها قبل أن تعيده لها السلطات المصرية بعد تدخل الوفد