دراسات تنوير في الأدب
تحميل كتاب دراسات تنوير في الأدب للكاتب عماد الدين الجبوري
تحميل كتاب دراسات تنوير في الأدب للكاتب عماد الدين الجبوري
[ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذه الصورة]يقدم الكاتب والأكاديمي العراقي الدكتور عماد الدين الجبوري في كتاب "دراسات في الأدب" جهدا بحثيا متميزا، كرس فيه الكثير من المعالجات القيمة في الفكر والادب والفلسفة.
ويوفر هذا الكتاب، الذي صدر حديثا عن دار "إي – كتب"، خلاصة لكل راغب في العثور على إطلاله، سلسة وغنية في الوقت نفسه، في عدد من القضايا التي تكاد شاغل كل يوم بين أوساط المثقفين.
ويجسد الجبوري، في مؤلفه الجديد هذا، ميلا الى تقديم المعرفة بأيسر السبل ليس للباحثين وحدهم، وإنما لعامة القراء أيضا.
وتمثل مجمل أعمال الجبوري جهدا عميق الغنى في المسعى الرامي الى تعميم الثقافة العامة وجعلها في متناول اليد.
ويستطيع القارئ لأعمال الجبوري المختلفة أن يلاحظ أنه، إذ يسلط الأضواء على مجالات من جملة تخصصه الأكاديمي، فانه يقدمها من أجل أن تكون نوعا من عمل تنويري، أكثر منها أعمالا نخبوية.
ويريد الجبوري أن يقدم في هذا الكتاب أبحاثا من مجالات تشمل، كما يقول في تقديمه للكتاب:
1- الأدب واللغة: ونبحث فيه المدارس الغربية الحديثة والمعاصرة وهي الظاهراتية والبنيوية وما بعد البنوية، حيث أحدثت نمطاً جديداً في الكشف عن الحقيقة من خلال البحوث اللغوية، فقد عملت هذه الأفكار على اظهار مسألة اللغة والكلام والكتابة وما يتوقف عليها من معارف معينة تساعدنا في سبر غور الحقيقة سواء كانت أدبية أو فلسفية أو لغوية. ومن أبرز من تناولناهم هنا هم: هوسرل عن الجانب الأدبي، وهيدجر وسارتر وراسل عن الجانب الفلسفي، وسوسور عن الجانب اللغوي. بالإضافة إلى ديريدا وفوكو وديمان وآخرين غيرهم.
2- صلة علم النفس التحليلي بالأدب: ونبين فيه طريقة التحليل النفسي التي أسسها فرويد وجددها فيما بعد لاكان عن مدى صلتها بالأدب. إذ أن هذه النظرية تهتم بالكشف عن دوافع اللاوعي عند الإنسان من خلال التركيز على الذاتية الشخصية للفرد بواسطة تشخيص أفعاله ونتاجاته نظرياً وعملياً؛ ومنها ما يتعلق بالأدب كونه يمثل الانعكاس النفسي بالكتابة عن الواقع الاجتماعي والحياتي الذي يعيش فيه. ولقد تناولنا بالعرض الموجز لأهم الذين تأثروا بهذه النظرية النفسانية أمثال: ألتوسير وجوليا وهولاند وبلوم.
3- الشعر السياسي عند البارودي: وقسمناه إلى ثلاث نقاط رئيسة. الأولى عن دور البارودي في الثورة العرابية سلباً وإيجاباً. والثانية عن حالة البارودي في المنفى وما عاناه من ضعف إرادي ونفسي وتردي صحي. أما الثالثة فعن آراء بعض النقاد والباحثين حول تقييم الموقف السياسي عند البارودي.
4- هل كان المعري براهمياً؟ إن إثارتنا لهذا السؤال تكمن بأن شخصية المعري الصوفية وتقشفه الحياتي وكونه نباتي وعطوف على الأحياء كافة بشرية وحيوانية، كل تلك الأمور تدفع بلابعض أن يظن المعري براهمي العقيدة! والبراهمية ديانة هندية تمثل خلاصة التفكير الهندي القديم. والحقيقة أن المعري لم يكن براهمياً قط، رغم اطلاعه على مختلف الأديان والمذاهب. بيد أنه شاعر مرهف الحس، ولقد طغت عليه شدة عاطفته تجاه الحيوان مما جعله يمتنع عن أكل ما قد أحله الله في دين الإسلام.
5- عينية أبن سينا: وهي القصيدة التي حيرت الكثير من الباحثين والدارسين. لأن فلسفة أبن سينا مشائية على نهج أرسطوطاليس الواقعي، بينما قصيدته العينية ماورائية نظمها وفقاً لنهج أفلاطون المثالي. فهل كان أبن سينا يناقض أفكاره؟ أم كان يرمز إلى معنى آخر في قصيدته؟ وبغية الإفادة في التوضيح على هذه الأسئلة أخذنا نبذة مختصرة من نظرية النفس عند أبن سينا لكي تكون لنا مدخلاً معمقاً في فهم القصيدة.
6- قصائد نيتشه الخمس: حيث أن بعض أشعار نيتشه تتموج بالرمزية الشديدة، فهو لم يكن شاعراً وفيلسوفاً فقط، بل كان لغوياً أيضاً. وبالتالي لا أحد يستطيع أن يفهم تلك القصائد ويترجمها إن لم يكن مطلعاً على الفكر النيتشوي بشكل عام. ولذلك نجد والتر كوفمان، وهو مترجم أغلب مؤلفات نيتشه من الألمانية إلى الإنكليزية، عند نقله لكتاب "إرادة القوة" كتب في المدخل قائلاً: "إن نيتشه قد شغف بإيجاز القول في قصد الحذف من الكلام، وغالباً ما تعلق بوزن استثنائي نحو الفروق الدقيقة من الكلمات التي نظمها دونما أصغاء إلى أرق تضمناته الألمانية المتألقة والمتلألئة، وقد يسيء المرء فهمه. بيد أن نيتشه هو أعظم كاتب نثر ألماني، وأن لغته تبتهج في كل حركة كشاعر – أكثر من الجميع، إنه أعظم الشعراء". مقدمة المحرر، ص 21، الترجمة الإنكليزية.
7- قراءة في تاريخ الشعر الصيني: حيث أستعرضنا فيه مراحل نمو وتطور الشعر الصيني، وسردنا ذلك وفقاً إلى السلالات التي حكمت الصين، إبتداءً من سلالة خان في القرن الثالث قبل الميلاد وصولاً إلى العصر الجمهوري الحالي. مع مراعاة خاصة لسلالة تانغ في العصر الوسيط، فهي تمثل ذروة الرقي الثقافي والسياسي في الحضارة الصينية.
8- قراءة في المدونة الشعرية اليابانية: وهذا البحث يسير من حيث المبدأ على منوال القراءة السابقة في الشعر الصيني، سواء في تتبع تطورات الشعر الياباني عبر حقب التاريخ للفترات السياسية التي حكمت البلاد، أو في تبيان محور القصيدة اليابانية التي تدور حول مركز "الطبيعة" كما في القصيدة الصينية.
9- قراءة في الشعر الأسطوري: وهو تبيان للفكر الأدبي القديم الذي تميزت فيه حضارات شرقية وغربية. ورغم خصوصية كل حضارة، إلا أن بعضها يلتقي عبر روافد معينة، كما بين مصر والعراق في قضية الخلق من الماء، والمجلس الإلهي الأعلى، وكونهما واديان تجمعهما طبيعة واحدة. وكذلك بالنسبة إلى الهند والصين في قضية ثنائية الخلق. فالأولى تنحصر بين الشاكتا والشاكتي، والثانية في اليين واليانغ. وكلها تعني الظلمة والنور، الحر والبرد، الرجل والمرأة الخ. أما النسب المشترك أو التقارب الإلهي والبشري فيظهر جلياً في اليونان وإيطاليا.
10- سجال الشعر والفلسفة: على الرغم من أن الشعر مرتبط بالوجود الإنساني منذ نشأته المدنية وتطوره الحضاري، إلا أن الفلاسفة ينتقدون الشعراء كونهم ينطلقون من الأحاسيس والوجدان والشعور في الوصف والتعبير لأي شيء. وبالتالي لا يستطيعون الالتزام بالنهج الفلسفي القائم على مبادئ عقلية ومنطقية، لأن التقلبات النفسية يدركها العقل دون أن يكون دافعاً لها.
11- الشعراء وفلسفة الجمال: وهي المقالة الوحيدة من بين مقالاتي القديمة التي نشرتها تحت عنوان "هل ينتمي الشعراء إلى المذاهب الفلسفية؟" مجلة الورود، بيروت، عدد آب وأيلول، 1980، ص 28-29. وأعدت نشرها بعد ثلاثة عقود تقريباً تحت عنوانها الجديد مع إضافات وتعديلات ضرورية. إذ مازلت عند موقفي بأن الشاعر يحيا تحت قبة الجمال، فإذا جردته منها جفت منابعه. وعليه فإن الجمالية هي قمة ما يمكن أن يصل إليه الشاعر فلسفياً. وبالتالي يستطيع أن يبدع من خلالها عبر أفكار ذهنية ومفردات لغوية وتعبيرات رمزية او طبيعية. وهذا الأمر يقابله الفيلسوف الشاعر الذي أقصى ما يستطيع تقديمه في دنيا الشعر هو نظم الأبيات وفق الميزان التفعيلي للشعر، حيث يسرد فكرته الفلسفية لا الجمال الشعري.