عائلة زرقاوية تتهم مستشفى الزرقاء الحكومي بالتسبب بوفاة 3 من أفرادها

اتهمت عائلة زرقاوية فقدت ثلاثة من أفرادها (سيدتين وجنينا)، إثر حادث سير أمس، مستشفى الزرقاء الحكومي بالتسبب بوفاة السيدتين متأثرتين بنزيف حاد بعد أن أمضتا 5 ساعات في قسم الطوارئ من دون تقديم أي إجراء طبي أو علاجي لهن، إضافة إلى تعريض حياة مصابين آخرين للخطر.

إلا ان إدارة المستشفى وعلى لسان مديرها الدكتور ياسين الطراونة، قالت إنه من المبكر جدا الحديث عن تقصير أو إهمال طبي، لافتا في الوقت ذاته إلى تشكيل لجنة تحقيق داخلية برئاسة المساعد الإداري وعضوية رئيس قسم النسائية والتوليد واختصاصي جراحة.

وكانت عائلة عبدالكريم أبو محفوظ سجلت أمس، دعوى لدى مدعي عام الزرقاء للتحقيق فيما أسمته "تقصيرا وإهمالا"، أفضى الى موت انسان، من جانب اطباء وممرضي المناوبة الليلية "الشفت سي"، بقسم الطوارئ في مستشفى الزرقاء الحكومي.

وكانت العائلة تعرضت لحادث سير صباح أمس بمنطقة الطافح، (12 كيلومترا شرقي الزرقاء)، أثناء عودتها من محافظة إربد إلى منطقة الضليل، حيث تدهورت المركبة التي يقودها عبدالكريم أبو محفوظ وبرفقته زوجته ريا ووالدتها نادية، وشقيقته صابرة، واصطدمت بعمود كهرباء.

ويروي شاهد عيان لـ"الغد"، أن مجاورين لمنطقة الحادث استيقظوا على صوت ارتطام المركبة بعمود الكهرباء، فقاموا بإسعاف المصابين وعددهم خمسة إلى قسم الطوارئ في مستشفى الزرقاء الحكومي.

وقال يوسف أبو محفوظ وهو شقيق احدى المتوفيات، إنه بعد نقل المصابات إلى مستشفى الزرقاء الحكومي، قضت نادية (65 عاما) بعد ساعة من إدخالها إلى قسم الطوارئ، فيما قضت صابرة (45 عاما) وجنينها (5 أشهر) بعد خمس ساعات من دون تقديم أي اجراء علاجي أو طبي لهن باستثناء إجراء صورتي أشعة لشقيقته "صابرة" بعد مرور ثلاث ساعات على إدخالها للمستشفى، مشيرا إلى أنه هو من كان يقوم بنقل شقيقته المصابة من قسم التصوير وإليه، من دون أن يبادر أي من الكادر الطبي أو التمريضي لمساعدته رغم خطورة حالتها الصحية.

ويتابع الشقيق الذي ما انفكت عيناه عن الدموع منذ لحظة سماع خبر وفاة شقيقته وجنينها، ووالدة زوجته أن "الأطباء في مستشفى الزرقاء الحكومي لم يقوموا بأي إجراء طبي أو علاجي للتخفيف من حالة المصابات".

ويؤكد يوسف أن "نادية وهي والدة زوجته، بقيت لساعة في المستشفى ملقاة على الارض، من دون أن يلمسها أي طبيب بحجة عدم اختصاصهم بحوادث السير، إلى أن أعلن الأطباء بعد ذلك وفاتها، ويلفت إلى ان جثتها بقيت مسجاة لأربع ساعات اخرى قبل إدخالها إلى ثلاجة الموتى".

ويضيف "على الرغم من رجائي لأحد الاطباء أن يتدخل لوقف النزيف، إلا أنه طلب مني الانتظار، حيث كان يجري مكالمة هاتفية خاصة وينفث دخان سجائره بين أسرة المرضى من دون اكتراث".

وتابع يوسف أن "تقصير وإهمال الاطباء شمل جميع المصابين، حيث بقيت شقيقته "صابرة" تنزف، وهي ممددة بين أسرّة قسم الطوارئ لخمس ساعات قبل أن يتم إدخالها إلى غرفة العمليات لإجراء جراحة تجميلية في منطقة الرأس، باستثناء طلب أحد الاطباء مني أن أقوم بإجراء صورة أشعة لها".

ويدعي أنه "سأل الطبيب إذا ما كانت شقيقته تحتاج إلى جراحة تجميلية قبل إسعافها، وتضميد جراحها فأجابه الطبيب بأن هذا الامر لا يعنيه، مضيفا أن شقيقته لفظت أنفاسها الأخيرة وهي تنزف في غرفة العمليات.

ويشير يوسف إلى أن "الحالة الصحية لسائق المركبة وزوجته ريا خطيرة أيضا، حيث طلب من الاطباء نقله إلى مستشفى خاص، إلا أن كتابة تقرير بالحالة استغرق رحلة استمرت ثلاث ساعات من غرفة إلى أخرى حتى ساءت حالتهما الصحية".

ورغم إيمانه بقضاء الله وقدره فإن يوسف يرى أن "الجزء الأكبر من المشكلة التي تعرضت لها الأسرة يعود إلى إهمال وتقصير الاطباء".

ويطالب بوضع تشريعات طبية صارمة ودقيقة، تجعل من العقوبة التي توقع على الطبيب المخطئ أو المقصر رادعة".

في المقابل يؤكد الدكتور الطراونة في اتصال هاتفي مع "الغد" أن الحوادث المرورية يتم التعامل معها بواقع حالها، مشيرا الى أن "المصابة الأولى ما لبثت أن فارقت الحياة، بعد أن وصلت إلى المستشفى بوقت قليل، وأن الأطباء الذين أشرفوا على علاجها قاموا بتشخيص حالتها بشكل صحيح".

وتابع أنه في حال ثبت وجود تقصير أو إهمال في الحالة الثانية فإن "المقصر في أداء واجبه لن يقف بجانبه أحد".

وأضاف أن "الأطباء الذين تواجدوا في قسم الطوارئ لفتوا إلى أن الحالات المصابة يحتاج التعامل معها وعلاجها لإجراءات وتداخلات طبية لاسيما في حالة المرأة الحامل".

وبين أن الأطباء "أخبروا عائلة المصابين الآخرين بإمكانية نقلهم إلى مستشفى آخر في حال استدعى الأمر".

كذلك قال الطراونة إن اكثر من 200 شخص من ذوي المصابين تجمهروا في قسم الطوارئ، ما تسبب بإعاقة عمل الكوادر الطبية والتمريضية، مشيرا الى انهم أمطروا الاطباء والممرضين بسيل من الشتائم البذيئة قبل أن يتم طلب تعزيزات أمنية حيث حضرت 6 دوريات شرطة لضبط الموقف.