كتاب ارحموا عزيز قوم ذل
كتاب ارحموا عزيز قوم ذل
كتاب ارحموا عزيز قوم ذل
مما لا شك فيه أن التشجيع على القراءة يتخذ عدة أشكال وأنماط، ويتدرج من ربط الطفل بالحرف العربي وبالتالي الكتاب حتى تنمية ميول القراءة لديه، ما يؤدي إلى إحداث جيل من المثقفين لديهم ميول قابلة للتطوير وإحداث الفرق في المعادلة الثقافية العربية، ميول غير قابلة للكسر بمجرد أن تتحسس أنامله أزرار جهاز الحاسب الآلي.
نعيش في هذه الأيام تظاهرة ثقافية كبرى هي مهرجان الجنادرية، فهي حدث ثقافي كبير بكل ما تحمله الكلمة من معنى، والسؤال الذي يطرح نفسه هل للكتاب في هذه التظاهرة مكان؟ وهل نعتبر الكتاب جزءاً من تكويننا الثقافي الأصيل، وإن اقتنينا الكتب فهل نقرؤها أم يكون مكانها على الرف، ثم هل نقيم وزناً للكتاب أياً كان موضوعه كما نقيم ذات الوزن لجهاز الحاسب الآلي أو تظاهرة تراثية، وهل بقي للكتاب مكانة عندنا في ظل هذه الطفرة الهائلة والتقنية المرعبة والقنوات اللا متوقفة لنقل وتبادل المعلومات؟ أسئلة كبيرة تحتاج لإجابات واضحة منا لنحدد موقفنا من الركن الأساس للثقافة والعلم أعني بذلك الكتاب.
في تقديري إننا مقصرون تجاه هذا الكتاب، فلم يعد يعني لنا شيئاً قول الشاعر وخير جليس في الزمان كتاب، فالكتاب في هذا الزمن غلب عليه الطابع التجاري هذا إن تم تداوله ونجح في السوق في تقديري إننا مقصرون تجاه هذا الكتاب، فلم يعد يعني لنا شيئاً قول الشاعر وخير جليس في الزمان كتاب، فالكتاب في هذا الزمن غلب عليه الطابع التجاري هذا إن تم تداوله ونجح في السوق، كما أن عزوف الناشئة عن الارتباط بالكتاب له من أسبابه فأسلوب التربية في المنزل، وأسلوب تعاطي الطالب مع الكتاب، وعدم التركيز على مادة القراءة في مدارس التعليم العام، فهي مادة تخضع للتقويم المستمر، وليس فيها اختبار، وكثيراً ما ترى طلاباً في المرحلة المتوسطة بل وحتى الثانوية لا يستطيعون قراءة سطر دون الوقوع في خطأ.
جهود هذه التظاهرة جبارة، ورسالة سامية، ودعم ولاة الأمر له لا محدود، انطلاقاً من قناعتهم بتنمية الفكر وتأصيل التراث للجيل الحالي، لكن أمام تلك المشاهد التي تناولتها قبل قليل يا ترى أي مكانة للكتاب والقراءة إذا ما استمر الحال عليه بعد عشرين سنة؟ في ظل تركيز هائل على التقنية والتراث وابتعادنا شيئاً فشيئاً عن الكتاب المطبوع.
كل هذا يحتم علينا وضع إستراتيجية وطنية تقودها وزارة التربية والتعليم، وتؤازر من قبل جميع المؤسسات التعليمية وشبه التعليمية، وتدعم من قبل وسائل الإعلام المختلفة، للارتقاء بمستوى اهتمام النشء بالكتاب، والخروج بهم من دائرة الاهتمام والاكتفاء بالتقنيات في تلقي معلوماتهم وثقافاتهم وإدخالهم في دائرة الاهتمام بالكتاب كونه المصدر الأساس والباني الأول للثقافة الفردية وتكوين الاتجاهات لدى الفرد.
رسالتي موجهة لكل المؤسسات التعليمية والتجارية الحكومية والخاصة وعلى رأسها وزارة التربية والتعليم، أن يضعوا لهم استراتيجية تحفظ لنا عربيتنا، استراتيجية تضع الكتاب في موضعه الذي يجب أن يكون فيه، استراتيجية تقوم على استغلال كل شيء وكل فكرة كانت لتربط هذا النشء بالكتاب وترفع من احترام الناس للكتاب.