أعلنت دائرة الآثار العامة عن اكتشاف تمثال حجري فريد من نوعه يعتقد الوحيد من نوعه في المنطقة يعود الى العصر الحجري النحاسي المتأخر/ البرونزي المبكر أي حوالي (5500- 6000 ق. م) .
جاء ذلك خلال مؤتمر صحافي عقده مدير عام دائرة الآثار العامة الدكتور زياد السعد, كشف خلاله عن الاستراتيجية الجديدة للدائرة التي ستنتهجها خلال المرحلة المقبلة.
وقال ان الاكتشاف الجديد جاء من قبل البعثة الأردنية الألمانية المشتركة برئاسة الدكتور هانز جيبيل من جامعة برلين الحرّة والبروفيسور حمزة محاسنة من جامعة مؤتة, فالتمثال كان مغروزاً في أحد القبور المؤلفة من أكوام الحجارة ضمن مدفن على تلة أثرية تبعد قرابة 130 كلم إلى الشرق من الجفر وبالقرب من حدود الأردنية مع المملكة العربية السعودية.
واضاف أن القبور التي على شكل أكوام حجرية تعد من أكثرها انتشارا في تلك المنطقة وتشكل جزءاً من المناظر الطبيعية فيها, والتمثال يعتقد انه الوحيد من نوعه في المنطقة, مشيرا ان اهميته تكمن في ندرة التمثال في الزخرفة المنقوشة عليه التي تدل على اللباس الذي كان سائداً في ذلك الوقت, فالأخاديد فوق رأس التمثال وعلى جسمه تكشف ان الزي الرسمي في هذه المنطقة وحضارة هذه المنطقة تدل على ملامح اللباس العربي التقليدي مما يوحي بأن عمر هذا اللباس يعود لأكثر من 6 آلاف سنة.
فنحت التمثال الذي أطلق عليه الفريق اسم داليش- من صخر البازلت ويبلغ ارتفاعه 35سم يعتقد بأنه يمثل شخصاً عادياً ولا يمثل آلهة, وقد نحت بطريقة بدائية فالوجه بدائي الملامح تبدو له لحية, عيونه على شكل غورين في الحجر, بأنف طويل, وعلى جانبي الرأس تجاويف تمثل الأذنين, ويبدو أن جزءه الأسفل مفقود.
في المقابل أكد د. السعد استراتيجية عمل الدائرة الجديدة للمرحلة المقبلة التي ستتضمن وضع اولويات جديد للعمل وخطة عمل جديدة تركز في اعداد المواد العلمية والقصص التاريخية الحقيقية الي تروي تاريخ كل موقع, كاشفا النقاب عن نية الدائرة استحداث وحدة فنية جديدة تسمى تفسير المواقع مهمتها توثيق وعرض المعلومات وتاريخ الحضارة وطبيعة المواقع الاثرية لكل منطقة في المملكة بطريقة تناغم مع رغبة السائح وتعمل على تشويقه, حيث تمت مخاطبة وزارة التخطيط والتعاون الدولي لتوفير الدعم اللازم لها.
وقال لـ العرب اليوم ان الدائرة ستركز في عملها خلال الفترة المقبلة على حماية وكتابة وسرد تاريخ المواقع الاثرية المكتشفة والمنتشرة في الأردن على حساب فتح مواقع وحفريات جديدة بقصد اكتشاف المزيد من الاثار في الوقت الذي ستكتمل مشاريعها القائمة.
ومن ضمن خطة الدائرة للمرحلة المقبلة, زيادة توعية المواطنين بالتراث الحضاري في الأردن, حيث سيتم اشراك والتعاون مع العديد من المؤسسات والهيئات والجمعيات بالمشاركة في حملة التوعية التي ستطلقها الدائرة حول ضرورة حماية الاثار والموقع الاثرية المنتشرة على جميع اراضي المملكة, كما ستعمل الدائرة على ايجاد البرامج المتطورة في العرض المتحفي لتكون بطريقة ممتعة للسائح, كون المتاحف في الأردن رغم تزخر به من آثار الا ان طريقة عروضها لا تليق بتاريخها واهميتها.
من جهة اخرى اكد د. السعد ان قضية الاثار الأردنية المسروقة والمعروضة في المتاحف العالمية ستتم متابعتها كل حسب طبيعة القطعة الاثرية الموجودة فيها, مشيرا ان لكل قطعة معروضة في المتحف العالمية ظروفها وضمن فترات معينة, حيث يطلب الامر جمع المعلومات الكافية والمثبتة ليتسنى في المستقبل الرجوع الى القانون الدولي لاسترجاع هذه الآثار.