العراقيون خائفون من المجهول
الخوف مما قد تؤول إليه الأمور ينتاب العراقيين (الأوروبية)
قالت صحيفة نيويورك تايمز إن النخبة السياسية العراقية التي استقوت بالغزو الأميركي وأوكل إليها مستقبل البلاد، بدأت تتبادل سهام النقد اللاذع للمنتمين إليها، بما ينذر بعواقب وخيمة على الدولة المسكونة بهواجس من حدوث مزيد من الأزمات والصراعات وحتى الانقلابات بعد انسحاب الجيش الأميركي منها.
ونقلت الصحيفة على لسان عادل عبد المهدي نائب الرئيس العراقي القول إن على النخبة العراقية أن تستحي من الأسلوب الذي أدارت به البلاد.
ووصفت الصحيفة رأي عبد المهدي –وهو منفي سابق وأحد أبرز السياسيين- بأنه بمثابة "نافذة" غير عادية لفهم الخوف الذي يستبد بالعراق اليوم، والذي ما يزال بلا قيادة رغم مرور خمسة أشهر على انتخابات كان الغرض منها تشكيل حكومة جديدة.
وقالت إن عواقب ذلك الفراغ يصعب التكهن بها، إذ كان يحدو المسؤولين الأميركيين الأمل "على الأقل في العلن" بأن تُبرم صفقة لتقاسم السلطة تجنب العراق مأزقا أشد خطورة.
غير أن تلك المساعي انهارت هذا الأسبوع، في إشارة من الصحيفة إلى تصريحات زعيم "القائمة العراقية" إياد علاوي بأنه سيوقف مفاوضات تشكيل الحكومة مع "ائتلاف دولة القانون" الذي يتزعمه رئيس الوزراء المنتهية ولايته نوري المالكي.
وقال السفير الأميركي في بغداد كريستوفر هيل الذي غادر العراق الأسبوع الماضي "أحس بأن الجماهير بدأت تضيق ذرعاً بالسياسيين".
وبالنسبة للكثير من العراقيين، خاصة الذين يحتفظون بذكريات عن الانقلابات الأربعة التي حدثت في ظرف عشر سنوات بعد سقوط الملكية عام 1958، فإن الخوف الذي ينتابهم دليل على اجتماع عنصرين خطيرين في العراق يتمثلان في جيش متصدع يصعب التكهن بما ينوي فعله، وإحباط شعبي يتفاقم يوما بعد يوم مع وجود طبقة سياسية معزولة بدت في بعض الأحيان كأنها فقدت بوصلتها ولا حول لها ولا قوة.
وتخلص الصحيفة إلى أن العديد من المسؤولين يتوقعون التوصل في نهاية المطاف إلى اتفاق على حكومة تتمتع بقدر من الإجماع والشمول، بحيث تصبح في حالة من الضعف يرثى لها ومن عدم القدرة بحيث تعجز عن إثبات نفسها، "حكومة تكتنفها الأزمات والخلافات بشأن القوانين اللازمة لتأسيس عراق ما بعد الانسحاب الأميركي".