كتاب مسرح أبو السعود الإبياري , مسرح أبو السعود الإبياري نبيل بهجت كتاب مسرح أبو السعود الإبياري , مسرح أبو السعود الإبياري نبيل بهجت كتاب مسرح أبو السعود الإبياري , مسرح أبو السعود الإبياري نبيل بهجت كتاب مسرح أبو السعود الإبياري , مسرح أبو السعود الإبياري نبيل بهجت
كتاب مسرح أبو السعود الإبياري , مسرح أبو السعود الإبياري نبيل بهجت
[ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذه الصورة]صدر كتاب بعنوان "مسرح أبو السعود الإبياري" عن الهيئة العامة للكتاب للمخرج الدكتور نبيل بهجت، أستاذ الدراما والنقد في جامعة حلوان ومدير مركز إبداع "بيت السحيمي"... ويعد الكتاب الجديد الدراسة الأولى التي تتناول بالنقد والتحليل مسرح "أبو السعود الإبياري" . ويشتمل على تمهيد وبابين.
وحاول بهجت في التمهيد، أن يقدم صورة تاريخية لمسرح "أبو السعود الإبياري"، واعتمد فيه على المنهج التاريخي، وحرص على أن يقدم متابعة دقيقة لجميع أعماله وتاريخ عرضها، وقدم لهذا التمهيد بدراسة حالة المسرح المصري آنذاك، وعرض لأسباب الركود والكساد التي دفعت العديد من الكتاب والفنانين إلى الاتجاه لمسرح الصالات، ثم تتبع أعمال الإبياري في مسرح الصالات، ووقف على تجربته السينمائية وبداياته فيها، ولتجربته مع إسماعيل يس، التي ختم بها حياته المسرحية.
وعالج في الباب الأول الروافد المؤثرة في مسرح "أبو السعود الإبياري" فوقف في الفصل الأول على الروافد الغربية، حيث استعان بعدد من النصوص الأجنبية فمصر على سبيل المثال أربع مسرحيات هزلية لموليير وهذه المسرحيات هى: "الشيخ متلوف" و "النساء العالمات" و "مدرسة الازواج" و "مدرسة النساء"، وصاغها في إطار البيئة المصرية، وعمد إلى الحذف والإضافة والتعديل، ودرس فيها الحبكة والصراع والشخصيات والحوار.
وأشار الكاتب إلى أن الإبياري أقر بتمصيره بعض النصوص ونقل عنه قوله "إنه لا ضير على مؤلف أن يتناول بالعلاج فكرة سبق لغيره أن تناولها مقرونة بوقائعها جملة وتفصيلا، ويهمني أن نعرف أن المؤلف الذي يتأثر بفكرة مؤلف غيره، لا ينبغي ولا يصلح أن يسري تأثره لدرجة أن ينقل نفس الوقائع التي سبقه إليها المؤلف الآخر جملة وتفصيلا" .
وأضاف: "يرتبط المسرح بالسياق الاجتماعي، بشكل يدفعنا إلى أن نقر بأنه ظاهرة اجتماعية تتحدد معالمها تبعا لطبيعة المجتمعات، متأثرا في ذلك بالسياق السياسي والاقتصادي، والثقافي، وبالنسق القيمي لكل مجتمع، ومن هنا يكتسب التمصير صعوبته، فهو ليس كالترجمة والتعريب، وإنما هو إعادة صياغة للعمل، وفقا لمعطيات الواقع المصري بكافة جوانبه السياسية، والاجتماعية، والدينية، وربما كان البعد الديني أهم هذه العوامل على الإطلاق، لأن الجمهور قد يبدي رفضه للعروض الممصرة التي لا تلتزم بالعادات والتقاليد، إلا أنه يثور فى وجه من يعتدي على معتقداته" .
واعتبر الدكتور نبيل بهجت أن من صور تمصير الحبكة تمصير الأحداث لتتلاءم مع المعتقدات المصرية، حيث تتطلب النصوص التى تتعرض لبعض المفاهيم الدينية معالجة دقيقة وحاسمة، وذلك كما فى مسرحية "روحي فيك"، التي مصرها أبو السعود الأبياري عن مسرحية "منتصف الطريق نحو السماء" وتقف المسرحية على عالم ما بعد الموت بشكل فكاهي .
وقال: "بالرغم من التزام الإبياري، كما هو واضح، بالإطار العام لأحداث مسرحية "منتصف الطريق نحو السماء"، إلا أنه لم يلتزم بتفاصيل أحداثها، وكذلك حذف الإبياري الكثير من أفعال الشخصيات التي لا تتناسب وطبيعة المجتمع المصري، كالعناق بين الزوجة وعشيقها".
وأضاف أن من صور تمصير الحبكة أيضًا تصوير الأحداث من خلال مفاهيم الصراع الطبقي، وكذلك تمصير حدث أو أحد المشاهد والالتزام بالمفاهيم الشعبية فى صياغة النهايات السعيدة وتمصير مكان الأحداث.
وأوضح أن الإبياري أضاف العديد من هذه المؤثرات إلى حوار مسرحياته الممصره، مثل مزج الشعر بالنثر، والأمثال، والسجع، وأشكال الفكاهة اللفظية، من قافية، وقفشة، ونكتة، واستفاد أيضا من هذه العناصر في رسم الشخصيات في إطار البيئة الشعبية.
وفي الفصل الثاني من الباب الأول من كتاب "مسرح أبو السعود الابياري"، قام الدكتور نبيل بهجت باستعراض الروافد الشعبية فى مسرح الابيارى من خلال عدة عناوين فعرض لأثر التراث الشعبى على الحبكة والصراع عند "أبو السعود الإبياري".
وقال: "يبدو أن ألف ليلة وليلة من أكثر المصادر تأثيرا في أعمال الابياري، وتركت ألف ليلة آثارا في إبداعاته على مستوى الشكل والمضون، فعلى مستوى الشكل التزم شكل الحكاية التي تحتوي على مجموعة من الحكايات، وذلك في مسرحيات "من كل بيت حكاية"، و"ركن المرأة"، و"المجانين في نعيم"، و"حب وفلوس وجواز"، و"سهرة في الكراكون"، و"علشان خاطر الستات".
وقال الدكتور نبيل بهجت: "لم يعرض الإبياري في رحلاته للعوالم الخفية لمشكلات واقعه، وإنما كل ما سعى إليه محاولة استعراض امكانيات هذه العوالم، التي تحيط المسرح بهالة من الجو السحري، الذي يحفز المتفرج على متابعة الاستعراض خاصة عالمي الأحلام والحظ.
وأضاف أن الإبياري وظف الحلم لحسم الصراع لصالح الطبقات الدنيا، التي لا تمتلك قوة حقيقية لمواجهة من يعلوهم مواجهة مباشرة، وأشار إلى أن الحظ من أهم مكونات الوجدان الشعبي، الذي يؤمن بفاعليته وتحكمه في مصائر الأفراد، ويتساوى مفهوم الحظ في الوجدان الشعبي مع القدر، وترتبط دلالته بكل ما لا يخضع لقانون السببية.
وقال: "إن الإبياري تأثر بأسلوب المسرح المرتجل، إذ يترك في بداية مسرحية "النجمة السينمائية" مساحة للممثل لا تلزمه بنص محدود، وإنما يحدد له الخطوط العريضة، ويترك له حرية التصرف .وأوضح أن الابياري تأثر بشخصية الأراجوز فى رسم ملامح العديد من الشخصيات الرئيسية، كنبيه فى مسرحية "أنا عايزة مليونير"، ويوسف في مسرحية "صاحب الجلالة".
وأضاف أن هذا التأثر نبع من التقارب بين حال الأراجوز والواقع الذي عبر عنه الإبياري، فكلاهما جسد التناقض الذي عم النظم القائمة وكشف عن الصراع القائم في المجتمع .وقال إن الإبياري تأثر أيضا بالوسيلة التي ارتضاها الأراجوز حلا لمشكلاته، حيث كانت العصا سياجا يحمي نظامه الخاص، فالضرب أحد الأساليب التي يعلن من خلالها الأراجوز رفضه لواقعه.
ولفت إلى أن الإبياري استخدم هذا الأسلوب للكشف عن انهيار النسق القيمي لبعض الطبقات برسم صورة كاريكاتورية لعلاقة الزوجية التي تسيطر فيها المرأة على الرجل، ويصل الأمر في كثير من الأحيان إلى ضرب الزوج كما في مسرحيات "الحبيب المضروب"، و"روحي فيك"... أما الباب الثاني، من كتاب "مسرح أبو السعود الأبياري"، فجاء بعنوان "دراسة فنية لمسرح أبو السعود الإبياري" اعتمد فيه الدكتور نبيل بهجت على المنهج الوصفي والتحليلي.