مقتل عشرات المدنيين في قصف قوات القذافي لمصراتة

توقعت عدة دول غربية امس قرب انهيار نظام الزعيم الليبي معمر القذافي بعد انشقاق وزير خارجيته موسى كوسا. بينما حذر القذافي من ان ليبيا ستصبح خارج سيطرة التحالف. وقال ان الغربيين المشاركين في العملية العسكرية في بلاده بدأوا «شيئا خطيرا لا يمكن السيطرة عليه» و»سيصبح خارج مقدرتهم مهما امتلكوا من وسائل الدمار.

وفي الاثناء تباينت الاراء والمواقف حيال تسليح المعارضة الليبية حيث تحدثت تقارير عن وجود دعم سري.

وكانت لندن توقعت عبر وزير خارجيتها وليام هيغ ان يشكل انشقاق موسى كوسا الذي انتقل من الاستخبارات ليقود سياسة القمع ثم الانفتاح قبل ان يصبح وزيرا لخارجية ليبيا، دليلا على «انهيار نظام» القذافي. بينما شكل خبر انشقاق كوسا الحليف الوفي للقذافي انتصارا مهما في الحرب النفسية لعزل وطرد معمر القذافي من الحكم والتي تتم بموازاة ضربات جوية يشنها تحالف دولي.

واعلن هيغ ان «استقالة موسى كوسا دليل على ان نظام القذافي الذي شهد انشقاق مسؤولين كبار، منقسم ويواجه ضغوطا وينهار من الداخل»، واضاف ان «القذافي يتساءل من سيتخلى عنه الان». لكن هيغ قال ان موسى لن يحصل على الحصانة من قبل القضاء البريطاني او الدولي». وحض هيغ الليبيين هيج على الانشقاق على النظام مثل وزير خارجيتهم

في حين اعتبر مصطفى غرياني المتحدث باسم المعارضة المسلحة في بنغازي بشرق ليبيا معقل المعارضة ان يدي كوسة ملطخة بالدماء واتهمه بالضلوع في جرائم قتل وتعذيب في ليبيا واغتيال معارضين في المنفى. اما وزير الخارجية الايطالي فرانكو فراتيني فقال ان الانشقاقات في صفوف الدائرة المقربة من الزعيم الليبي معمر القذافي هي التي ستطيح به وليس العملية العسكرية الغربية. واضاف « نحن لن نتمكن من اجبار القذافي على الرحيل من خلال أعمال الحرب وانما من خلال الضغط الدولي القوي لتشجيع الاشخاص المقربين منه على الانشقاق».

واستقبل كوسا فور هبوطه في مطار فارنبورو الصغير اتيا من تونس حيث قام ب»زيارة خاصة استمرت 48 ساعة» واحيطت بالغموض، من قبل مسؤولين في وزارة الخارجية اجتمعوا معه على حدة. وقد يزودهم بمعلومات مهمة حول مدى صمود او تفكك النظام الليبي. بدوره صرح وزير الهجرة الليبي السابق علي العريشي المنشق عن النظام ان استقالة وزير الخارجية الليبي موسى كوسا تعني ان ايام نظام معمر القذافي «معدودة».واوضح ان موسى كوسا «كان احد المستشارين الذين كان يوليهم القذافي اكبر ثقة». الا ان متحدثا باسم الحكومة الليبية قال ان الزعيم الليبي معمر القذافي سيبقى في البلاد حتى النهاية لقيادتها للنصر على أعدائها.كما رفضت الحكومة الليبية الحديث عن انشقاق وزير خارجيتها وقالت انه حصل على تصريح بالسفر الى تونس لتلقي علاج طبي عاجل.

ميدانيا خاضت المعارضة الليبية امس قتالا للسيطرة على بلدة البريقة بشرق ليبيا بعد يوم من نجاح القوات الموالية للزعيم معمر القذافي في دفعهم للتقهقر على شريط ساحلي تحت وابل من نيران الصواريخ. وتراجعت بعض قوات المعارضة المسلحة حتى بلدة اجدابيا الاستراتيجية بوابة الشرق.

وانحى الكثير من المعارضين باللائمة على اطلاق الصواريخ المكثف هذا الاسبوع في التقهقر السريع من بن جواد وهي أبعد نقطة وصل اليها المعارضون في الغرب في الاسابيع الاخيرة. وقال العقيد احمد باني المتحدث باسم المعارضة ان القذافي يستطيع نشر أسلحة ثقيلة مثل المدفعية والدبابات ومنصات اطلاق الصواريخ.

واعلنت وزارة الدفاع البريطانية امس ان الطيران البريطاني قصف ثلاث دبابات وآليتين مدرعتين وقاعدة لصواريخ ارض جوية للقوات الموالية للزعيم الليبي معمر القذافي في منطقة مصراتة غرب ليبيا. في السياق ذاته اعتبررئيس هيئة اركان الجيوش الاميركية مايكل مولن ان الجيش الليبي ليس على حافة الانهيار مع ان ضربات التحالف شلت حركة ربع قوات العقيد القذافي. وقال مولن انه تم فقط تقليص قوة جيش القذافي بواقع 20 الى 25%».قال خبراء في الالغام وفي منظمات حقوق الانسان ان قوات الزعيم الليبي معمر القذافي زرعت ألغاما أرضية في مناطق حول بلدة اجدابيا مما يضيف بعدا جديدا خطيرا للصراع على الجبهة الشرقية لليبيا.

من جهة ثانية تباينت الاراء والانباء بخصوص تسليح الثوار الليبيين ففيما اعتبر وزير الدفاع الفرنسي ان تسليح الثوار ليس مطروحا حاليا ولا يتطابق مع قرار الامم المتحدة رقم 1973. وعارض رئيس لجنة المخابرات في الكونجرس الامريكي تسليح مقاتلي المعارضة الليبية خلافا لبعض أعضاء الكونجرس الذين دعوا الى تسليح المعارضة الليبية وهو الخبار الذي لم يبد الرئيس الامريكي باراك اوباما اي معارضة لهذا الخيار. لكن مسؤولين أمريكيين قالوا ان الرئيس باراك أوباما وقع أمرا سريا يجيز تقديم دعم حكومي أمريكي سري لقوات المعارضة الليبية التي تسعى للاطاحة بالقذافي. ونقلت صحيفة نيويورك تايمز عن مسؤولين امريكيين لم تكشف عن هويتهم قولهم ان وكالة المخابرات المركزية الامريكية « سي.اي.ايه» أرسلت مجموعات صغيرة من رجالها الى ليبيا. وفي ذات السياق يرى خبراء ان تسليح الثوار الليبيين غير ممكن بدون مدربين على الارض.اما الأمين العام لحلف شمال الأطلسي (الناتو) أندريس فوج راسموسين فاكد إن الحلف لن يقوم بتسليح قوات المعارضة الساعية للإطاحة بالزعيم الليبي معمر القذافي. وأضاف «نحن هناك لحماية الشعب الليبي وليس لتسليح الشعب».

على صعيد ردود الفعل اعتبر الرئيس الفنزويلي هوغو تشافيز ان عمليات القصف التي يقوم بها الحلفاء في ليبيا «جنون» وفي المقابل رفض شافيز منح اللجوء للقذافي. بينما كررت جنوب افريقيا معارضتها «مبدأ تغيير النظام» في ليبيا ،واعلن الامين العام للامم المتحدة بان كي ان الاسرة الدوية «متحدة» ازاء الازمة في ليبيا. اما امير قطر الشيخ حمد بن خليفة آل ثاني فاعتبر ان التدخل الدولي في ليبيا جاء نتيجة غياب دور جامعة الدول العربية.