كتاب الشكل الروائي والتراث , الشكل الروائي والتراث

كتاب الشكل الروائي والتراث , الشكل الروائي والتراث
كتاب الشكل الروائي والتراث , الشكل الروائي والتراث
كتاب الشكل الروائي والتراث , الشكل الروائي والتراث

[ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذه الصورة]

اتسمت الرواية العربية، منذ بداياتها بشكل معين مستمد من أصول وتقاليد روائية أوروبية، وجري التكريس لهذا الشكل من جانب الكثير الكتاب والنقاد على مدار العقود الخمس الأولى من القرن العشرين، رغم تجاوز الكتاب الغربيون له في المحاولات التي قدمها الأديب الأيرلندي جيمس جويس، الذي مثلت أعماله كسراً للشكل النمطي للرواية الغربية، إضافة إلى إسهامات أخرى بارزة.

وأصبح توافر سمات هذا الشكل الروائي التقليدي في الرواية العربية بمثابة "ختم الجودة" للنص الروائي، ولكن مع بداية النصف الثاني من القرن العشرين، جرت محاولات عدة لتجاوز هذا الشكل الروائي، وكان أحد الأبواب الرئيسية لتجاوز هذا الشكل، العودة إلي التراث العربي المكتوب، وقد خلقت تلك المحاولات علاقة عكسية وجدلية بين التراث والشكل المعاصر للرواية العربية.

عن تلك العلاقة، يدور الكتاب الجديد الصادر عن الهيئة المصرية العامة للكتاب للكاتب والأكاديمي، محمد حسين أبو الحسن تحت عنوان "الشكل الروائي والتراث"، ويسعي الكتاب الذي كان بالأساس رسالة ماجيستير مقدمة من الكاتب لجامعة عين شمس ونال عنها تقدير ممتاز، رصد كيفية انخراط الكتاب في البحث عن أشكال جديدة للصياغات الفنية للرواية العربية، تتجاوز الشكل القديم والتقليدي ذي الجذور الأوروبية، والذي عجز إلي حد كبير بحسب الكاتب عن التعبير عن مشروع التحديث العربي، الذي تعثر منذ بداياته.

ويضم الكتاب حالات دراسة، لأعمال كتاب كبار مثل الغيطاني ونجيب محفوظ وسعد مكاوي وإبراهيم أصلان.

ويري الكاتب أن عجز الشكل الروائي القديم عن التعبير عن مشروع التحديث العربي، كان هو القشة التي قصمت ظهر البعير، في ضرورة البحث عن شكل روائي جديد يعبر عن تعقد الواقع والإدراك والطاقات الإبداعية الكامنة في التراث العربي.

وتلقي الدراسة التي تقع في حوالي 500 صفحة الضوء علي تلك العلاقة في أحد أمثالها، من خلال علاقة الأشكال النثرية الحديثة بالأشكال النثرية التراثية، عبر الآليات السردية والطاقات الإإبداعية التخيليية.

وتري الدراسة أن استلهم الرواية لعناصر تراثية لم يكن فقد مفيداً فقط للرواية وازدهارها، ولكن للتراث أيضاً، إذ إن نقل التراث في أشكال روائية حديثة، يعيد إنتاج التراث بما يتلائم مع العصر، ويكسبه حياة جديدة.

ويؤكد الكاتب في دراسته أنه لا يعني أن الرواية قد انكفأت علي التراث كمصدر وحيد للتجديد، ورفض ما عداها، إذ ينافي ذلك طبيعة الرواية المنفتحة والمرنة، وإنما يعني أن التراث كان أحد الأبواب الواسعة التي سلكت الرواية طريقها عبرها بحثاً عن شكل فني أكثر قدرة وجمالية وتعبيراً.

ينقسم الكتاب إلى ستة فصول وخاتمة يتناول الفصل الأول، مفهوم الشكل الروائي، ويتناول الفصل الثاني التقنيات والآليات المستوحاة من التراث، ويتناول الفصل الثالث الفروقات بين الأدب الشعبي والرواية الشعبية، ويتناول الفصل الرابع الشكل التاريخي للعلاقة بين الرواية والتاريخ.

ويتناول الفصل الخامس الشكل الأسطوري ويعرف الأسطورة وعلاقتها باللغة، أما الفصل السادس فيتعرض للكتابات التراثية المحققة، ويختم الكاتب دراسه بعرض للنتائج التي انتهت إليها دراسته.