كتاب فقه الديمقراطية , فقه الديمقراطية عادل مصطفى
كتاب فقه الديمقراطية , فقه الديمقراطية عادل مصطفى
كتاب فقه الديمقراطية , فقه الديمقراطية عادل مصطفى
[ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذه الصورة]الديمقراطية قبل كل شىء مناخ . إنها المناخ الصحى للنبتة البشرية المبدعة المفطورة على التحول والخلق لا على التكرار والاجترار. إن الحرية التى يتيحها المناخ الديمقراطى ليست ترفا ورفاهة وزيادة فضل .إنها "خاصة جوهرية" essential property للنبتة البشرية . بها تكون ما هى وبدونها تكون أى شىء آخر . وانت حين تسلب الإنسان حريته فأنت لا تسلبه شيئا يمكن أن يعيش بدونه أو يتقوم بغيره، إنما تسلبه ماهيته التى بها يكون بشرا ، بشرا يبتكر ويختار ويبدع نفسه، ويحمل بالتالى مسئوليته ولا يلقيها ، بمكر وتواطؤ أخرس، على عاتق الطغاة يختارون له ويسيرون ويحملون عنه عبء الحياة .
الديمقراطية ليست بابا؛ الديمقراطية طريق . طريق تعبده الاقدام ذاتها .طريق يخط لا من اجل السير وإنما بفعله .
ولكن هل الديمقراطية مجرد مبادئ ومقولات وقيم أم هى حالة من التحضر السياسى ؟؟ هل هى قواعد وقوالب جامدة أم أفكار مرنة قابلة للتطور؟؟ .. الأسئلة تقليدية ومتاحة منذ عرف العالم كلمة "ديمقراطية" حتى مات فى سبيلها ملايين وأهرقت من أجلها شلالات دم .
الكتاب الجديد للدكتور عادل مصطفى الصادر عن دار "رؤية" للنشر تحت عنوان "فقه الديمقراطية" يحاول أن يتتبع تطور فكر الديمقراطية عبر العصور ومدى تحولاتها من مجتمع لآخر، فهو يرى بوضوح أن الديمقراطية مناخ، وفى تصوره أيضا أن الحرية التى يتيحها المناخ الديمقراطى ليست ترفاً أو رفاهة وزيادة فضل، لأنك عندما تسلب الإنسان حريته فأنت لا تسلبه شيئا يمكن أن يعيش بدونه وإنما تسلبه ماهيته التى بها يكون بشرا .
ويوثق الكاتب لفقه الديمقراطية من خلال كتابات ثلاثة من أهم المفكرين السياسيين فى التاريخ الحديث وهم "جون ستيوارت مل، وكارل بوبر، وتشارلز فرانكل"، ويستعرض الكتاب تطورات الفكر السياسى بين موجات الاحتفاء بالليبرالية والاشتراكية خالصا الى أن الحرية أهم وأعظم من المساواة .
وعن "فقه الديمقراطية " يقول الكاتب مصطفى عبيد :
ينقل الكتاب أن السائد حتى القرن التاسع عشر الميلادى هو أن التطور العلمى والعقلى يتطلب حكومة مركزية مسيطرة تنظم وتوجه كل شىء فى المجتمع حتى ظهر كارل بوبر فأثبت أن ذلك التصور مغلوط، لأن التقدم العلمى هو الذى يعتمد على الديمقراطية، ذلك لأن العلم يحتاج الى التنافس وطرح المزيد من الفرضيات، فضلا عن الدقة المتزايدة فى الاختبارات .
ويناقش الكتاب بتفصيل مقولة "سيجموند فرويد" الشهيرة "أغلب الناس لا يريدون الحرية" وهى مقولة واردة فى كتابه "مساوئ الحضارة" وتفصيلها أن الحرية دائما تقتضى المسئولية، وأن أغلب الناس يخشون المسئولية .
وفى المجمل فإن كتابات الفلاسفة والمفكرين انتهت الى أن الديمقراطية ليست بابًا ولكنها طريق بمعنى أنها ليست مفتاحا سحريا يحل جميع المشكلات أو حجابا موصوفا يحفظه حامله من العين أو باب مغارة أسطورية يفضى الى الكنز فى لحظة فارقة تفصل بين الشقاء والنعيم.
ويقع الكتاب فى 170 صفحة من القطع الصغير وقد قام بتصميم الغلاف الفنان الشهير حسين جبيل .