هل الجامعة العربية منحازة فعلا الى النظام السوري
هل الجامعة العربية منحازة فعلا الى النظام السوري
تخشى قيادة المجلس الوطني السوري من التصريحات الحذرة والمتحفظة لرئيس بعثة المراقبين العرب، الفريق أول محمد احمد الدابي الضابط السوداني المتقاعد المثير للجدل، بسبب ورود اسمه سابقاً في لوائح الاتهام لدى المحكمة الجنائية الدولية.
وينوي رئيس المجلس الوطني برهان غليون الدعوة إلى اجتماع طارئ للمكتب التنفيذي والهيئة العامة للمجلس لتقييم أداء بعثة المراقبين العرب والتصريحات الصادرة عن رئيسها، لاسيما عندما وصف حال "حمص المنكوبة" بأنها "ليست سيئة".
واتهمت مراجعة مسؤولة في المجلس الوطني جامعة الدول العربية بالانحياز للنظام السوري، وتورد هذه القيادات مثالاً "أنهم لم يستشاروا في اختيار البعثة ورئيسها وأنهم علموا بتركيبة وفد المرافقين من وسائل الإعلام".
وعلمت "العربية" أن الفريق أول الدابي كان من بين ثلاثة أسماء عرضت على السلطات السورية الرسمية التي فضلت الدابي.
أما فادي القاضي من "هيومن رايتس ووتش" فعبر في تصريحات صحافية عن قلقه من أن الجامعة لم تشرح طريقة اختيار المراقبين ولا طبيعة الخبرة التي يتمتعون بها وتخضع قيادة المجلس إلى ضغوط كبيرة من قبل تنسيقيات وهيئات الثورة السورية، على خلفية المطالبة الشعبية بتدويل الأزمة، ورفع الملف السوري إلى مجلس الأمن الدولي، فيما تبدو الجامعة العربية قد فقدت القدرة على كسب ثقة الشارع السوري أو إعطائه الثقة بقدرة الجامعة على تأمين سلامة المدنيين في سوريا.
وفي إشارة على "نفاد صبر قيادة المجلس" من الأداء العربي، وما تتعرض له لجنة المتابعة العربية الخاصة بسوريا من تغييب كامل لدورها في الأسابيع الأخيرة، وصل الأمر بمعارضين قياديين سوريين إلى حد اتهام الجامعة العربية واللجنة العربية الخاصة بمساعدة النظام في امتصاص الغضب الدولي.
ويعزو المعارضون اتهاماتهم هذه بأن سلوك الجامعة العربية أثر سلباً على دور أكثر حزماً لأوروبا والولايات المتحدة الأمريكية في مجلس الأمن، وكذلك أدت إلى إبطاء الدور التركي الى حد كبير.
ويكشف قادة المجلس أن لديهم بدائل فعالة إذا ما استمر الموقف العربي على ما هو عليه الآن، قد تصل حد مقاطعة شعبية كاملة للمراقبين، والطلب من الجامعة إما العودة الى المبادرة والعقوبات العربية، أو إنهاء دورها برفع الملف الى مجلس الأمن الدولي.
وأصدرت الهيئة العامة للثورة السورية بياناً انتقدت فيه الجامعة العربية عندما تشمل برامج المراقبين مدناً وقرى تشهد حصاراً أو قتلاً للمدنيين، فيما ظهر رئيس وفد المراقبين العرب يجادل أهالي بابا عمرو مدافعاً عن فريقه من انتقاداتهم يقول: "لا تتوقعوا أن نتمكن من علاج الحال هنا خلال يوم بعد أن شهد ما شهد خلال 3 أو 6 أشهر"، وقد أشار بإصبعه إلى الدمار المحيط به.