أدى تجدد الاشتباكات بين القبائل فى ولاية جونقلى جنوب السودان إلى مقتل 24 شخصا على الأقل بعد أيام من قيام عصابة سرقة ماشية بزعزعة الاستقرار فى الدولة الجديدة، بحسب ما أفاد مسئولون الاثنين.
وقال حاكم جونقلى كول مانيانج إن "بلدة جينج جوك بمقاطعة أكوبو الشمالية تعرضت لهجوم أدى إلى مقتل 22 شخصا" وإصابة 20 آخرين بجروح خطرة نقلوا إلى المستشفى. وتابع "كما وقع هجوم فى قرية كايكوين فى أكوبو الغربية، مما أدى إلى مقتل امرأتين وسرقة ماشية"، وأعلنت حكومة جنوب السودان ولاية جونقلى "منطقة كوارث"، فيما قالت الأمم المتحدة إنها ستبدأ عملية "واسعة" لمساعدة نحو 60 ألف شخص متأثرين بالعنف.
وفى تصعيد خطير للهجمات الانتقامية المريرة، اقتحم نحو 8 آلاف من المسلحين من قبيلة النوير فى وقت سابق من هذا الشهر بلدة بيبور التى يسكنها شعب المورلى الخصم، والذين اتهموا بالقيام بعمليات خطف وسرقة ماشية.
وقالت منسقة الأمم المتحدة للشؤون الإنسانية فى جنوب السودان ليز جراند الأسبوع الماضى أن "العشرات وربما المئات" قتلوا فى أعمال العنف التى اندلعت مؤخرا فى جنوب السودان.
وما زال الجنوب الذى نال استقلاله فى التاسع من يوليو الماضى يتهم الخرطوم بتشجيع الحرب الأهلية من خلال تسليم أسلحة إلى هذه الميليشيات المتمردة الأمر الذى نفاه الشمال على الدوام، لكن مواجهات وأعمال عنف انتقامية تدور منذ سنوات بين قبيلتين فى منطقة شرق البلاد هما النوير والمورلى متسببة بسقوط الكثير من الضحايا.
وتشكل النزاعات بين القبائل أحد أهم التحديات التى تواجهها دولة جنوب السودان التى أعلنت استقلالها فى يوليو الماضى. وقد تصاعدت خلال الحرب الأهلية التى استمرت عقدين بين الشمال والجنوب وغذتها العداوات التاريخية بين مختلف القبائل، والتى استخدمتها الخرطوم فى بعض الأحيان.
وأسفر العنف القبلى والهجمات لاستهداف المواشى والهجمات المضادة فى ولاية جونقلى وحدها عن مقتل 1100 شخص وتهجير حوالى 63 ألفا من منازلهم فى العام الفائت بحسب تقارير للأمم المتحدة استندت إلى السلطات المحلية وفرق التقييم.