رصدت صحيفة نيويورك تايمز جملة من العوامل التي تقول إنها تجعل الصحافة في جنوب السودان في خطر، وعلى رأسها الحرية والديمقراطية.
وقالت في تقريرها إن إصدار صحيفة في مكان ما قد لا يبدو سهلا هذه الأيام، ولكن إصدار صحيفة يومية في جنوب السودان بات أقرب إلى المستحيل.
وعزت الصحيفة الصعوبات التي تواجه الإعلام الصحفي في جنوب السودان إلى جملة من العوامل منها أن 80% من السكان الذين يبلغ تعدادهم نحو عشرة ملايين نسمة، هم من الفئة الأمية، فضلا عن الانقطاع في الكهرباء والندرة في الطرق المعبدة وصعوبة الوصول إلى الإنترنت، وكذلك الصراعات القبلية المتزايدة.
وتحدثت نيويورك تايمز عن صحيفة ذي "سيتيزين" التي اضطرت إلى تقليص عدد النسخ من ستة آلاف إلى ألفين منتصف نوفمبر/ تشرين الثاني بسبب تخلي ممول الصحيفة عن التزاماته.
ولفتت إلى أن مراسل ذي سيتيزين قام في ذلك اليوم بتغطية منتدى حواري بين ممثلين عن وسائل الإعلام في البلاد وأجهزة الأمن الوطنية.
وكان المتحدث باسم الجيش الشعبي لتحرير السودان الذي يعد الجيش الجديد للبلاد، أملى على المراسلين في المنتدى بما ينبغي تغطيته ومان يمكن أن يعرضهم للخطر.
ومن جانبهم قال عدد من المراسلين الذين حضروا المنتدى إنهم شهدوا تجارب مريرة مع قادة الجيش الجدد الذين يحكمون البلاد حاليا.
ورغم أن دستور البلاد يضمن حرية الإعلام، فإن تلك الحرية باتت الآن في خطر، وفق تعبير نيويورك تايمز.
وتنقل عن مراسل "ذي سيتيزين" غرانغ أرياته قوله إنه تلقى في السابق مكالمة هاتفية لتهديده إذا ما نشر مقالة كتبها عن صفقات أبرمها مسؤولون، ولكن التهديد لم يردعه فاعتُقل رئيس التحرير.
وتضرب الصحيفة الأميركية مثالا آخر قائلة إن صحيفة "ذي ديستيني" تعرضت للإغلاق في أكتوبر/ تشرين الأول لدى نشرها مقالا ينتقد زواج ابنة رئيس البلاد سلفاكير ميارديت من إثيوبي، وعلى إثر ذلك أيضا اعتقل رئيس تحريرها ومحرر المقال لمدة أسبوعين.