تغيب وتعود الى الظهور مرة اخرى دون ترحيب من ابرياء ما زالوا يعانون من اعاقات بسببها, الاعيرة النارية بيد الجاهل والمراهق والمخمور وحتى كبير السن عدو وموت محتم لا مفر منه.
منذ زمن لم نعد نسمع الا القليل عنها في افراحنا ومناسباتنا وفي المناطق النائية وغير المأهولة بالسكان, كانت قديما تعقد حلقات الرقص للرجال(الدحية) يتباهون بقوتهم ورجولتهم امام الصبايا ملفتين النظر اليهم والكل يفرح لرؤيتهم دون اللجوء الى اطلاق النار, بل يطلقون ضحكات تحاكي الناظر اليهم.
والان حتى المراهقين يتباهون بانهم يملكون انواعا معينة من المسدسات الفاخرة بثمنها ومنظرها وان والده ابتاعها له لنجاحه بالتوجيهي او تخرجه من الجامعة, يرقصون بها ويتمايلون وهي بايديهم وكأنهم يريدون ان يثبتوا لمن حولهم انهم رجال ولا ينقصهم شيء, وان هذا السلاح ما هو الا اثبات لهم انهم الاقوياء.
في كثير من الاحيان تقلب افراحنا اتراحا من وراء تهور شاب اطلق النار من مسدس وهو في باحة بيته ويقطن جار فوقه نسيه فارداه قتيلا, ومنهم من كان ينظف سلاحه وبقربه صديق اخترقت راسه رصاصة خاطئة اودت بحياته, وكم من طفل وهو يلعب داهمته الاعيرة النارية مخترقة صدره او راسه وحرمته لذة الحياة. نقول "انتهى عمره ونصيبه كذا وكذا" ولكن لو توخينا الحذر لما حصل هذا.
الاردن بلد الامن والامان وان توقف التسيب ببيع الالعاب النارية هذا لا يعني مطلقا العودة الى اطلاق الرصاص المميت وبايدي جاهلة وبكل مكان وبكل المناسبات, وها نحن على ابواب نتائج التوجيهي وصيف لا يخلو من حفلات للزواج, ولا يغيب عن بالنا الانتخابات النيابية والشعور بالفرحة ولذة الانتصار وبالمقابل قد نخسر نفسا ارادت ان تحيا.
وكان ل¯ "العرب اليوم" اتصال بالناطق الاعلامي للدفاع المدني الرائد باسم خلف للتعرف اكثر عن جوانب مختلفة في هذه القضية وفي سؤال عن عدد الاصابات التي سجلت في الاسبوعين الماضيين اجاب خلف "ان الحالات المعروفة لدى الدفاع المدني والتي تم التعامل معها هي 5 حالات, وهذا يأتي مع موسم الصيف وكثرة والمناسبات حيث اضاف ان اطلاق العيارات النارية من الممارسات الخاطئة التي تعرض المواطنين لخطر الاصابة وربما فقدان الحياة.
ونطالب ممن يقتني هذا السلاح الذي قد يكون سببا في موته او موت احد افراد عائلته او صديق عزيز عليه, ان يقف عن التلاعب بحياة الاخرين, بقصد أو من دونه!!.