احتج أصحاب المحلات والبسطات في سوق الحسبة وسط مدينة اربد, على تنفيذ جزء من مشروع تطوير وسط المدينة, المتعلق بإزالة سوق الحسبة, والبسطات لإقامة حديقة, مكانها, لتكون متنفسا لسكان المدينة, والحفاظ على جماليتها, وليتم تحويل صفة المحلات الموجودة في تلك المنطقة لمحلات تحف, بدلا من محلات الخضار والفواكه, واللحوم, وتبليط الأرضيات بالحجر البازلتي الأسود.
وأشاروا, خلال حديثهم لـ "العرب اليوم", أن بعض محلاتهم يزيد عمرها على 60 عاما, ومنهم من ورثها عن والده, كما أنها تشكل مصدر رزقهم الوحيد, ويعمل في بعضها أكثر من ستة أشخاص, ليعتاشوا من هذه المحلات, التي اعتاد عليها سكان مدينة اربد, وزوارها, حيث أصبح سوق الحسبة الحالي جزءا لا يتجزأ من مدينة اربد, ومن معالمها المهمة, والرئيسية.
وبين أمجد التميمي, وهو صاحب محل للحوم المجمدة, والأسماك, والدواجن, أنه ضد قرار نقل الحسبة, وذلك لأن الضرر الذي سيلحق بأصحاب المحلات سيكون كبيرا جدا, خاصة وأن بعض المحلات يزيد عمرها على عشرات السنين, مشيرا أن عدد المستفيدين من هذا السوق كبير جدا, ونحن نريد أن نحد من البطالة لا زيادتها, عن طريق ترحيل المحلات, التي يتراوح عدد العاملين فيها ما بين 5-7 أشخاص, وتشكل بالنسبة لهم مصدر الدخل الوحيد, وأن عدد المحلات الموجودة حاليا بالحسبة, تصل إلى حوالي 600 محل, وتعيل مئات العائلات.
وأضاف التميمي أن أسعار المحلات الجديدة مرتفعة جدا, حيث قام البعض بدفع الخلوات, وأثمان مرتفعة للمحلات, وأنه سيترتب على نقل المحلات الموجودة بالحسبة, إلحاق الضرر الكبير بالقطاع الاقتصادي, الذي يواجه الأزمة تلو الأخرى, مبينا بأن بلدية اربد الكبرى قامت بتوجيه تعهدات لأصحاب المحلات بالاخلاء في أي وقت, وذلك بناء على طلبها.
أما التاجر أبو علاء, وهو صاحب محل خضار, وفواكه في سوق الحسبة, فبين أن محله موجود في مدينة اربد, وبالذات في هذا المكان منذ 60 عاما, مؤكدا أن قرار إزالة سوق الحسبة كجزء من تطوير وسط مدينة اربد, قرار خاطئ, لأن المدينة يجب أن تبقى على وضعها الحالي, مشيرا أن هناك ضغوطا من البلدية, ويتم منح رخص مؤقتة للمحلات الموجودة في السوق, وبأي لحظة يتم الطلب من التجار لاخلاء المحلات.
وأضاف " لقد تم توقيعنا على التعهدات من قبل البلدية, وعند كل إصدار رخصة للمحلات, يقوم صاحب المحل بالتوقيع على تعهد, بهدف إخلاء أي من المحلات عندما يتم الطلب منه وذلك بناء على قرار البلدية, مشيرا أن محله الحالي والموجود في سوق الحسبة تمليك, وأن الوضع في هذه المنطقة أفضل بكثير من تلك المحلات التي قامت البلدية بإقامتها في عدة مناطق, في مدينة اربد, حيث لم يستلم أي من التجار أي من هذه المحلات".
من جهته بين أبو بلال, صاحب إحدى البسطات, الموجودة في سوق الحسبة, أنه ضد قرار إزالة الحسبة, الذي ستنفذه بلدية اربد الكبرى, ونقل المحلات الموجودة في الحسبة إلى مواقع جديدة, قامت البلدية بإقامتها في أربع مناطق في مدينة اربد, وذلك لأن هذه المحلات يزيد عمرها على عشرات السنين واعتاد المواطن على وجودها في هذا المكان, لوجودها وسط المدينة.
وبين مدير سياحة اربد هاني الشويات, أن وزارة السياحة, ممثلة بمديرية سياحة اربد, تقوم بتنفيذ مشروع تطوير وسط مدينة اربد, وذلك بالتعاون مع بلدية اربد, حيث سيتم تبليط المنطقة المحاذية لمسجد اربد الكبير, وحسبة اربد, بالحجر البازلتي الأسود,كما سيتم تحويل صفة المحلات الموجودة, لتصبح محلات للتحف, والهدايا, بدلا من محلات للخضار واللحوم, وإغلاق السوق الداخلية في مدينة اربد , وتبليطه, ليكون سوقا سياحيا, وذلك بهدف الحفاظ على هوية المدينة, وجذب السياح للمدينة, لوجود الكثير من المواقع الأثرية, والتراثية فيها.
يذكر أن بلدية اربد الكبرى,كانت قد أقامت أربعة أسواق موازية, في مناطق البارحة, وبالقرب من دوار بشرى, وحي المطارق, والمجمع الشمالي, وذلك بهدف ترحيل تجار سوق الحسبة إليها, وتشغيلها, وإقامة حديقة عامة مكانها, ضمن مشروع تطوير وسط مدينة اربد,الذي يتم تنفيذه حاليا.