كتاب الانفلات الأسود وصناعة الأمل , كتاب الانفلات الأسود وصناعة الأمل سيف الدين عبدالفتاح

كتاب الانفلات الأسود وصناعة الأمل , كتاب الانفلات الأسود وصناعة الأمل سيف الدين عبدالفتاح كتاب الانفلات الأسود وصناعة الأمل , كتاب الانفلات الأسود وصناعة الأمل سيف الدين عبدالفتاح كتاب الانفلات الأسود وصناعة الأمل , كتاب الانفلات الأسود وصناعة الأمل سيف الدين عبدالفتاح كتاب الانفلات الأسود وصناعة الأمل , كتاب الانفلات الأسود وصناعة الأمل سيف الدين عبدالفتاح
فى هذا الكتاب سنجد مقدمة حول منهج الإنفلات، ومسالك الفوضى وصناعة الفرقة تمهيدا لتصنيع الإنهيار، وفى صفحاته الأولى جدول زمنى للفوضى، وكنا نتمنى أن يكون جدولا زمنيا للانتقال والإصلاح والتطهير والتغيير. تقرأ فيه وكأن من ينفذه يدبر الأمر ممنهجا:
السطو على محلات الصرافة والبنوك ثلاثة أيام، السطو على العربات الحاملة للأموال ثلاثة أيام، خطف السياح ثلاثة أيام، خطف الأطفال ثلاثة أيام، الملف الطائفى ثلاثة محافظات على ثلاثة أيام، الملف القبلى ثلاثة أيام، الملف الإقليمى والتنازع المحلى ثلاثة أيام، افتعال أزمات البنزين والبوتاجاز وأنابيب الغاز ثلاثة أيام، وهى جميعا تمتد آثارها أياما أخرى وقابلة للزيادة. كل ذلك يصب فى شبكة الفوضى وإشاعة الإحساس بعدم الأمن والأمان. كتاب الانفلات الأمنى الرهيب والبقية تأتي، والمجلس العسكرى يدير الأمور بالكوارث، الثوار بلطجية وتشويههم صار سياسة، وميدان التحرير ليس رمزية للثورة بل هو بؤرة للتسكع والبلطجة، والمعتصمون يعطلون عجلة الإنتاج التى سُرقت من نظام مبارك المخلوع وأعوانه والتى صبت فى جيوبهم وجيوب غيرهم، وتركوا لنا الفتات إن تركوا
وعمليات التصفير على قدم وساق: تصفير الاحيتاطى النقدي، تصفير العلاقات الإقليمية والدولية وتأزيمها، تصفير السياحة، التلكؤ فى المحاكم وإصدار الأحكام، التلكؤ فى انتخابات الرئاسة، التلويح بخطط لحل البرلمان لشبهة عدم الدستورية، مجلس الشورى سيجتمع بالثلثين فى مهزلة تتحدث عن مؤسسة بكيان ناقص أو منقوص ليعبر عن قبول القانونيين بأكبر عملية تهريج سياسي، وحكومة إنقاذ هكذا أسميت لتتحول لحكومة عجز وفشل بأداء هزيل حتى يتساءل البعض حكومة إنقاذ لمن؟ لأصحاب الدولة العميقة وأدواتها. أم لمن؟
المؤسسات الكبرى التى تدير الإنقاذ والتغيير وعمليات الإصلاح المفروض أن يكون جذريا، تسير بإدارة الفساد (الأمانة العامة لمجلس الوزراء) هى التى كانت تديره فى عهد النظام البائد، (وأمانة مجلس الشعب) على رأسها شخص ممنوع من السفر ومطلوب فى الكسب غير المشروع، ألا ترى مهزلة أكبر من ذلك، ومشهد هزلى أكثر من ذلك. عمليات التصفير، تصفير الميدان، وتصفير الوجود الأمنى فى الشارع، وهيكلة الأمن الموعودة والمزعومة والموهومة التى طال انتظارها. ومعركة الرئاسة الآن تدار بالسلاح وبسيارات البلطجة على الدائرى والطريق الزراعي، الدكتور عبدالمنعم أبواالفتوح تدق رأسه بخلفية رشاش، وسائقه يضرب، وكيل لجنة الصحة بمجلس الشعب الذى أعلن فى المجلس وخارجه وكذا رئيس اللجنة أنهما هُددا بالقتل إن سارت اللجنة فى مسار نقل الرئيس إلى محبسه الطبيعى بعد أن حولوه لقاضيه الطبيعي، ولا الطبيعى هنا ليست سكه سالكه ماضية، هى سكة انتقاء من أهل السلطة والمتنفذين، وانتقل الاتهام من الرئيس المخلوع وعصابته إلى من قاموا بالثورة، وحتى من سقط شهيدا لم يسلم بعد ذلك. من أدراك لعله بلطجي؟!، البلطجية أنتم تعرفونهم بالإسم والصفة والدور.
معركة الرئاسة الدائرة بالبلطجة والسلاح هى حول الرئيس المخلوع الذى لا يريدون نقله إلى ليمان طره محبسه الطبيعي، وأعلنوا أنهم سيقَتلون فى سبيل منع ذلك. والرئيس المحتمل فلتدق رأسه وعنقه فى عمليات تأديب لكل من يجرؤ على الحديث عن ثورة الشعب وشعب الثورة.
ما بين الرئيس المخلوع وعصابته والرئيس المحتمل وترهيبه، والرئيس التواطؤى وصناعته، تدار انتخابات لا ليقول الشعب كلمته ويترجم إرادته، بل لتقول الدولة العميقة والأجهزة الأمنية، من يكون الرئيس، ولعل قولة أن الديكتاتور يمكن أن يعود فى ظل هذا المشهد الهزلى بالعمل بثلثى مؤسسة، وبلجنة لا معقب عليها، وبانفلات أمنى صرنا ندار به، وبمجلس شعب مكبل ومهدد بالحل، وبلسان حال الناس وكأنه من يحكمنا الآن يقول لنا: "مرت الهوجة، كما كنتم، أنتم صدقتم أنفسكم!"
نقول لكل هؤلاء من غياهب الدولة العميقة لن نترككم، وسنحاسبكم، وليس ما حدث بالهوجة، إنها الثورة، ولن نعود كما كنا، لأنها الكرامة والعزة، ونحن نصدق أنفسنا وسنصدق ثورتنا بالعمل والفعل والفاعلية، رغم أنف هؤلاء والذين ركبوا الثورة أو التفوا حولها، وسنستمر على طريق الثورة حتى لو قتلنا فى مواجهة هذا السيناريو الأسود.