منذ أكثر من نصف عام وأهالي منطقة الاشرفية (عمان الشرقية) يعانون مرارة مظاهر سلبية ومنحرفة تعج بها الازقة المحاذية والقريبة لمسجد ابو درويش. ويتداول الاهالي مفارقات اكثر من موجعة ومحزنة عن احوال هذه الازقة التي تتحول في اوقات المساء والليل الى اوكار وملاذات للمطلوبين للعدالة والباحثين عن مأوى للمسامرة وتناول الكحول وممارسة الرذيلة.
ويقول اهالي الحي ان معاناتهم من هذه المظاهر السلبية والمنحرفة بدأت قبل نحو ستة شهور ، حينما قامت امانة عمان بترمييم المسجد واصلاحه وأقامت مشروعا في المنطقة لاحيائها سياحيا والحفاظ على هويتها وملامحها التاريخية ، بيد ان غياب الرقابة على ادارة المشروع جعله مكانا للمفسدين ومنتهكي حرمة واداب المجتمع واخلاقه ، بحسب تعبير العديد من ابناء الحي.
ويؤكد الاهالي لـ"الدستور" ان ما يشاهدونه في ساحات ومدرجات مشروع احياء مسجد ابو درويش الذي كلف امانة عمان ملايين الدنانير تعدى الخطوط الحمر ، وبات السكوت عنه امرا كارثيا ، لا يتناسب والمنطقة وطبيعتها المحافظة.احد سكان المنطقة ، قال انه لا يستطيع المرور بالازقة المجاورة للمسجد ليلا ، خشية تعرضه للأذى ، مضيفا انه حذر اولاده من المرور بتلك المنطقة حتى نهارا بسبب ممارسات البعض التي وصفها بانها "مخلة بالاداب العامة واعراف المجتمع".
"الدستور" عاينت المنطقة ، وكانت مظاهر العبث واللهو بادية في كل ازقتها ، فعلب السجاير الفارغة متناثرة وزجاجات الخمرة وعلب المشروبات الغازية تعج بالمكان ، فضلا عن العبارات الجارحة والخادشة للحياء المكتوبة على الجدران ورسومات لاجساد عارية تعاف العين ان تنظر اليها.الغريب في الامر ، ان كل هذه المظاهر المقلقة غير خافية على اجهزة الرقابة خصوصا امانة عمان الكبرى ، باعتبارها الجهة الحكومية المختصة في الرقابة والاشراف على الموقع خلال فترة النهار ، بحسب تعبير احد كبار مسؤوليها ، لافتا الى ان الامانة ابلغت الجهات الامنية المعنية مرات عدة عن المخاطر السلبية التي تشهدها المنطقة.
الى ذلك ، قررت مديرية الأمن العام تنفيذ حملة امنية واسعة ضد عدد من مرتكبي الجرائم ومثيري الشغب وبعض الاشخاص المطلوبين لكافة الجهات الامنية في مناطق جبل الاشرفية وجبل الجوفة وجبل التاج ووسط البلد.