قدمت الحكومة الكويتية اليوم الخميس استقالتها الرسمية لأمير البلاد. وتوقعت مصادر برلمانية في وقت سابق إن استقالة الحكومة اليوم بعد أن تقدم نواب في مجلس الأمة بطلب استجواب ثلاثة وزراء من أعضاء الأسرة الحاكمة بينهم وزير الطاقة الذي يتولى أيضاً منصب وزير الإعلام.
وتقدم أمس الأربعاء النائب صالح عاشور باستجواب نائب رئيس مجلس الوزراء وزير الخارجية محمد الصباح.
واشتمل الاستجواب على محورين، الأول هو الإخفاق في الدفاع عن نظام الحكم في الكويت، وعجز وتقاعس الوزير عن القيام بصيانة وحدة المجتمع وعن الدفاع عن وحدة نسيجه الوطني والتخاذل في صد محاولات المساس بالشعب الكويتي.
إلى ذلك، أعلن وزير الخارجية الكويتي الشيخ محمد الصباح الخميس أن الكويت قررت طرد دبلوماسيين إيرانيين "متورطين في قضية تجسس"، بعد يومين على صدور أحكام باعدام بحق ثلاثة اشخاص في القضية ذاتها.
وقال الوزير الكويتي "سيكون هناك اجراء ضد مجموعة من الدبلوماسييين الايرانيين وسيتم التعامل معهم حسب الاصول الدبلوماسية، وهي انهم اشخاص غير مرغوب بهم ويجب طردهم من الكويت". واكد انه ثبت ارتباط هؤلاء الدبلوماسيين بالفعل بشبكة التجسس.
وفي وقت سابق، اتهم وزير الخارجية الكويتي الحرس الثوري الإيراني بانه وراء خلية تجسس في البلاد.
وجاءت تعليقات الشيخ محمد السالم الصباح التي نشرتها صحيفة القبس الكويتية اليوم الخميس بعد ان اصدرت محكمة في الكويت احكاما بالاعدام على ثلاثة رجال لاتهامهم بالتورط في شبكة تجسس إيرانية في قضية سببت توترا في العلاقات بين الكويت وطهران.
ونقلت الصحيفة عن الشيخ محمد قوله "لم يبدر من الكويت الا كل الخير تجاه إيران... ولم نعمل يوما على الاساءة الى العلاقات مع الجارة إيران.. ولكن في المقابل نرى أن الحرس الثوري زرع هذه الخلية لاستهداف الامن الكويتي.. ونتمنى من الاصدقاء في إيران أن يعوا جيدا خطورة هذا الامر.
وأضاف "تم استدعاء سفيرنا في طهران للتشاور كما سيتم استدعاء القائم بالاعمال الإيراني وابلاغه احتجاج الكويت ورفضها." وقال "الكويت ستطرد ثلاثة دبلوماسيين إيرانيين وردت اسماؤهم في حيثيات الحكم في قضية شبكة التجسس الإيرانية."
وحكمت محكمة في الكويت الثلاثاء على إيرانيين اثنين وكويتي بالاعدام بتهمة الانتماء لشبكة تجسس إيرانية، كما حكمت على اثنين آخرين بالسجن المؤبد. وقال المصدر ان المحكوم عليهم بالاعدام هم "جنود في الجيش الكويتي". واضاف ان احد الشخصين الذين حكم عليها بالسجن المؤبد سوري وهو جندي سابق.
وتابع انه تمت تبرئة رجل إيراني وامراة إيرانية هي ابنة احد الإيرانيين المحكوم عليهما بالاعدام، من التهم الموجهة اليهما. وذكر ايضا ان الإيرانيين الاثنين المحكومين بالاعدام شقيقان.
وذكرت وسائل اعلام كويتية في أيار/ مايو2010 أن السلطات احتجزت كويتيين واجانب للاشتباه في قيامهم بالتجسس لصالح إيران. وقالت تقارير انهم متهمون بجمع معلومات عن مواقع عسكرية كويتية وأميركية لصالح الحرس الثوري الإيراني.
ونفت طهران الاتهامات العام الماضي. وألقت قضية التجسس بظلالها على مساعي البلدين لتحسين الروابط الثنائية التي كانت قد تأزمت اثناء الحرب العراقية-الإيرانية بين عامي 1980 و1988 بسبب الدعم المالي الذي قدمته الكويت للعراق في تلك الحرب