أكد مصدر رسمي في هيئة مكافحة الفساد لـ "العرب اليوم" ان الهيئة ستفتح تحقيقا الاسبوع المقبل في ملابسات و"مبررات" الموافقة الحكومية على ارسال السجين خالد شاهين المحكوم في قضية "المصفاة" للعلاج في الولايات المتحدة الامريكية.
وقال المصدر ان هيئة مكافحة الفساد تحركت لدراسة الملف بعد التقارير التي نشرتها "العرب اليوم" عن وجود شاهين في لندن وظهوره في مواقع عامة وهو بكامل صحته والكشف عن وجود اعتراض من طرف عضو في لجنة المعالجات على طلب ارساله للخارج واوضح المصدر أن الهيئة ستخاطب وزير الداخلية مطلع الأسبوع المقبل للاستيضاح حول جميع الملابسات وأسباب السماح للسجين شاهين بالسفر للخارج للعلاج.
وقال المصدر- الذي فضل عدم ذكر اسمه- ان الهيئة باشرت بدراسة الموضوع وستخصص الأيام المقبلة لدراسة ملف لجنة المعالجة الطبية في الخارج والاستئناس برأي عدد من الخبراء قبل مخاطبة وزير الداخلية رسميا.
الى ذلك علمت "العرب اليوم" من مصدر موثوق ان السجين شاهين لم يحصل على تأشيرة سارية المفعول تسمح له السفر للولايات المتحدة الامريكية, إذ تم سحب "الفيزا" التي كانت ممنوحة له بعد صدور قرار الحكم بسجنه.
وخلافا لما صرّح به وزير العدل حسين مجلي فقد تبين أنه لا يوجد اتفاقية تبادل للمجرمين بين الاردن والولايات المتحدة الامريكية فقد سبق ان قرر القضاء عدم دستوريتها بسبب عدم اكتمال مراحلها الدستورية.
من جهة اخرى أكد طبيب اختصاصي أمراض صدرية كان قد اطلع على التقرير الطبي لشاهين لـ "العرب اليوم" انه لا يوجد بما يسمى بالحالة الطارئة لما يعاني منه السجين شاهين, كما انه لا يوجد حالة يمكن علاجها في الخارج ولا يمكن علاجها في الاردن, إذ ان الوضع الطبي في الاردن متقدم ويضاهي الدول الغربية.
وكان مصدر مسؤول قد أكد ان حالة خالد شاهين لا تستدعي العلاج في الخارج, وقال "حالة شاهين لم تكن تستدعي العلاج في الخارج, ومدينة الحسين الطبية لديها القدرة الطبية والفنية للتعامل مع وضعه الصحي بسهولة, حيث تعرض بعض أعضاء اللجنة لضغوطات رسمية للموافقة على مغادرة السجين شاهين أراضي المملكة للعلاج".
وكان شاهين قد غادر عمان إلى لندن في طريقه إلى الولايات المتحدة في الخامس والعشرين من شباط الماضي وقال بيان لوزارة الداخلية بذلك التاريخ أنه "سيصار إلى اخلائه طبيا من لندن إلى الولايات المتحدة الامريكية للعلاج على نفقته الخاصة".
وأكد البيان "أنه تم أخذ التعهدات والضمانات اللازمة على ذويه لإعادته إلى الأردن بعد اتمام علاجه لاستكمال محكوميته", لكن البيان لم يكشف عن طبيعة هذه "التعهدات والضمانات", ولا عن الفترة التي سيقضيها شاهين في الخارج.