انتقد نائب رئيس الوزراء الأسبق مروان المعشر قانون الانتخابات المؤقت وقال انه أغفل العملية السياسية في انتخاب أصحاب الفكر والسياسة وتم بحسبه الانتخاب على أساس عشائري وعائلي من خلال الدوائر الانتخابية الوهمية والصوت الواحد الذي يحد من عملية اختيار نواب على مستوى الوطن قادرين.
وقال في ندوة حوارية نظمها أمس الاول مركز الشراكة من أجل الديمقراطية في مادبا بعنوان (تحديات الأردن الداخلية والخارجية في المرحلة المقبلة) إن القانون الانتخابي لم يأخذ الصبغة الشعبية لمناقشته, بل ولد في الغرف المغلقة التي تشكل المطبخ السياسي الذي لم يأخذ البعد الإصلاحي ولم يحترم رغبة المواطن في التغيير, وهو بالتالي استخفاف بعقل المواطن الأردني, مشككا أن يحقق الإصلاح المنشود.
وبين المعشر أن خيار الوطن البديل لحل الدولتين ليس الخيار الأردني, وإنما سيناريوهات تعالج فكرة الدولة الواحدة والتي يطالب من خلالها الفلسطينيون بالحقوق التي لا يمكن ان تقبلها اسرائيل إو قيام الوطن البديل الذي لا يقبله الأردن متحدياً بذلك الإسرائيليين أن يتمكنوا من إيجاد أردني واحد يوافق على طرح ما يسمى ب¯ الخيار الأردني, موضحاً أن قبول الأردن للوطن البديل سينظر له كخيانة للأردن إذ ليس للأردنيين مصلحة في ان يتحولوا إلى أقلية في بلدهم.
وحذر المعشر من أن تكون مقولة الوطن البديل سبباً في نسف الوحدة الداخلية, مشيراً أن هناك خلطا بين من هو أردني وغير أردني والفيصل في ذلك هو الدستور (أبونا جميعاً), وكفل لنا أن نكون سواء في الحقوق والواجبات وأن كل من يحمل الجنسية الأردنية هو أردني وبغير الوحدة الوطنية ولا يمكن أن نقاوم الضغوط الخارجية والداخلية.
واستهجن المعشر من ينادون بحرمان لاجئي (48) من حقوقهم السياسية والاكتفاء بالحقوق المدنية لهم, مكتفياً بالقول هذا شيء خاطئ يؤدي إلى تفكيك البلد.
وأكد المعشر أهمية حل القضية الفلسطينية المبني على المبادرة العربية للسلام وما توصل إليه الجانبان منذ أوسلو, لكن السياسة الأمريكية والإسرائيلية تفضل دائما مبدأ التدرج بالمفاوضات الذي استنفذ خلال 17 سنة, وأسفر عن وجود مستوطنات ومصادرة الأراضي وبناء الجدار ما أدى ذلك إلى تعقيد حل القضية الفلسطينية.
وقال من المؤسف أن المعتدلين العرب فقدوا مصداقية كبيرة بأنهم لم ينجحوا بالحل العربي الإسرائيلي أمام شعوبهم, ولم يأل جهد في معالجة المشاكل الداخلية وأهمها تحدي الإصلاح الذي لا يمكن أن يتحقق دون مجلس نواب فاعل وصحافة حرة وقضاء مستقل واحترام لحقوق الإنسان.
وأشار المعشر أن التعليم الذي ركز على الكم وليس النوع يعاني من ضعف في مخرجاته السلوكية ما أدى إلى عجز في تلبية حاجة سوق العمل والتركيز على العلوم عديمة الفائدة, ما أفقد القدرة على الإبداع والإبتكار, فمن المؤسف أن لا تكون جامعة عربية واحدة من بين أول 500 جامعة في العالم, ويكون لليونان إنتاج من الكتب أكثر من الدول العربية.